الشؤون الدولية والعربية بالاعيان تلتقي وزيري الخارجية والتخطيط
المدينة نيوز - التقت لجنة الشؤون الدولية والعربية والمغتربين لدى اجتماعها الاثنين برئاسة العين سمير الرفاعي وزيري الخارجية وشؤون المغتربين ناصر جودة ، والتخطيط والتعاون الدولي الدكتور إبراهيم سيف.
وقال الرفاعي ان المنطقة لا تزال تجتاز ظروفاً بالغة الدقة والصعوبة وتستدعي مراجعة دورية للأوضاع لنتمكن من تكييف الاجراءات اللازمة لمواجهة الاحتمالات خاصة وأن الاردن بحكم موقعه، وأهمية دوره، وكفاءة أجهزته، يقع عليه مقدار كبير من المسؤولية في درء الأخطار، وفي تمكين المنطقة من استعادة الامان والاستقرار.
واشار الى الدور الأردني الحيوي واهميته بعد الزيارة التاريخية الهامة التي قام بها جلالة الملك عبدالله الثاني إلى الولايات المتحدة، بناءً على دعوة خاصة من واشنطن للاستماع لرأي جلالته في الاحداث، وكيفية معالجتها بعد أن بدا واضحاً أن الاستراتيجيات التي جرَّبت حتى تاريخه في مواجهة الفوضى الارهابية لم تأت بنتائج مرضية على الاطلاق.
وقال وزير الخارجية وشؤون المغتربين ناصر جودة ان الزيارة الملكية لواشنطن من أهم زيارات جلالته، مؤكدا حرص جميع القيادات السياسية بدءاً بالرئيس أوباما، والكونغرس والهيئات والقيادات السياسية المؤثرة الأخرى ووسائل الاعلام الى الاستماع لتشخيص جلالته للوضع ورأيه في أساليب المعالجة الناجعة .
واضاف انه كان هنالك اجماع واضح واتفاق تام لدى كافة الأوساط أن صوت جلالته هو صوت العقل والحكمة والرأي المسؤول السديد بالنسبة لكل ما يجري في المنطقة، وبالنظر لأن الأردن هو آخر واحة يسود فيها الأمن والأمان والاستقرار في المنطقة فقد شكل ذلك دعماً صلباً لموقف جلالته من حيث أنه أثبت نجاعة التجربة الأردنية وضرورة الاقتداء بها وتعميمها على بقية دول المنطقة، وهو ما ألقى بأعباء جديدة على الأردن في إطار الحملة على مواجهة الارهاب والعنف والتعصب والفوضى.
وتابع ان ذلك وفر القناعة لدى المسؤولين في العالم بضرورة دعم الأردن بكل الوسائل الممكنة حتى يتمكن من تمتين جبهته الداخلية وبالتالي القيام بدوره الاقليمي الذي أصبح دوراً قيادياً وليس دوراً مشاركاً فقط ،موضحا ان الحرب على داعش وغيرها من المنظمات التي تسعى لتدمير المنطقة وإحلال الفوضى الشاملة فيها تتطلب وقتاً طويلاً كونها تمر بثلاث مراحل هي : العسكرية (وهي ملحة) ،والأمنية والتي تتطلب ترتيبات صارمة لغلق كافة الطرق على الارهابيين ، ومن ثم مواجهة ايدلوجية التطرف عبر إعادة النظر في كل المناهج التعليمية والتثقيفية.
واشار جودة الى أن جلالة الملك ناقش في واشنطن كل القضايا التي تعاني منها المنطقة، وبصورة خاصة الصراع العربي الإسرائيلي باعتباره السبب الرئيسي لتفاقم الأوضاع السيئة، وانتشار التطرف وتوجه الشباب اليائس وباتجاه الجماعات التي تعيث في بلدان المنطقة خراباً وفساداً، وهي غير مقتصرة على داعش فقط، بل ان هنالك أكثر من تنظيم وستظل هذه التنظيمات الارهابية تتوالد حتى يصار إلى جهد حقيقي لحل الصراع العربي الاسرائيلي وذيوله حلاً عادلاً ودائماً وشاملاً.
وأكد جودة أن المسؤولين في واشنطن، والرئيس أوباما شخصياً، يتفقون مع جلالته في هذا التشخيص، وبالتالي فأن النية تتجه بجدّ إلى خلق الظروف الملائمة لاستئناف المحادثات على أسس مقبولة للفلسطينيين.
وقال ان وزير الخارجية كيري يعمل على التوصل إلى نتائج برغم من إخفاق المحاولة السابقة، لافتا الى ان واشنطن ترى في إصرار الجانب الفلسطيني على الذهاب إلى مجلس الأمن في هذا الوقت بالذات، وحيث تجري في إسرائيل انتخابات قد تؤدي إلى المزيد من التوجه نحو اليمين، أن الاجراء الفلسطيني يساعد على تأمين الأجواء المناسبة للتقدم بحسب رأي الجانب الامريكي.
كما عرض وزير التخطيط للوضع الاقتصادي من حيث البدء بتجاوز الأزمة من جهة ، واستعداد واشنطن لزيادة الدعم للأردن تقديراً لدوره البالغ الأهمية كشريك رئيسي في استراتيجية دولية لمعالجة الأوضاع الاقليمية برمتها؛ وكذلك لمواجهة الأعباء الناجمة عن موجات اللاجئين وتأمين احتياجاتهم، ولمواجهة الاعباء الأمنية ليس فقط لحماية الأرض الأردنية بل ولمواجهة الخطر في مكامنه أينما وجدت.
وقال سيف أن أي دعم يصل للأردن مهما بلغ لا يسد إلا قدراً قليلاً من الحاجة قياساً على الأعباء الكبيرة التي يواجها الأردن جراء ما يتحمله بالنسبة لموضوع اللاجئين وغير ذلك من عواقب الصراعات التي يدور رحاها في المنطقة.
وجرى نقاش موسع عبر خلاله اعضاء اللجنة واعيان عن اعتزازهم بقيادة جلالة الملك وبدوره الحيوي الفاعل في معالجة قضايا المنطقة وجهوده المتواصلة بين عواصم العالم لرسم معالم الطريق الآمن وتخليص المنطقة من عوامل الصراع وعدم الاستقرار والخطر والفوضى ولتحرير الدين الإسلامي السمح من جرّاء ما ينسب له من قبل تلك الجماعات التكفيرية الخارجة عن كل الاعراف والقوانين والأديان والقيم السماوية ، كما تضمن اللقاء مناقشة عدد من القضايا التي تهم الاردن وتشمل المسائل الداخلية والإقليمية والوضع الاقتصادي والتحرك العربي في مجلس الأمن .
(بترا)