صراع العصابات حول قوات الحرس الثوري في إيران

تم نشره الثلاثاء 23rd كانون الأوّل / ديسمبر 2014 09:09 مساءً
صراع العصابات حول قوات الحرس الثوري في إيران
عناصر من الحرس الثوري الإيراني - أرشيفية

المدينة نيوز - : تناول موقع مجاهدي خلق الأيرانية مؤخرا موضوعا خطيرا يتعلق بالصراع على الثروة في إيران ، ما بين الحرس الثوري الذي يهيمن عليه علي خامنئي ، وبين المعسكر الآخر الذي يعتبر الرئيس الإيراني حسن روحاني أحد أقطابه .

وقد رصدت جي بي سي نيوز هذا التقرير ، وتعيد نشره لكونه يظهر بعض ما خفي في صراعات أركان النظام في إيران على الثروة الأقتصادية الهائلة التي يتمتع بها الحرس الثوري .. وتاليا نص التقرير الذي ننشره بمفرداته بدون أي تدخل منا :

بينما يتواصل الصراع بين كلتا العصابتين الحاكميتن، إلا أن الأخبار تحكي عن دخوله مرحلة جديدة حيث كشف النقاب عنه انطلاقا من الإثنين 8كانون الأول/ ديسمبر وذلك بعد هجوم مدبر نفذه روحاني وعصابته في مؤتمر ما يسمى بمكافحة الفساد.

وأكد روحاني في تصريحات أدلى به في هذا «المؤتمر» على أنه في حالة جمع وتكديس الأسلحة والمال ووسائل الإعلام فيظهر الفساد حتى ولو كانت القضية تعود إلى كل من سلمان وأبي ذر، إلا أنه لم يذكر اسم قوات الحرس ولكن مقصوده كان واضحا، إذ أكد المراقبون جميعا على أنه كان يقصد قوات الحرس كما يهدف هذا المؤتمر الذي عقده إسحاق جهانكيري المساعد الأول لروحاني، إلى وضع حد لفرض قوات الحرس سيطرتها على مصادر الثروة.

وعلي لاريجاني الذي يعد من حلفاء روحاني في هذا الصراع الفئوي هو الآخر الذي أدلى بتصريحات في المؤتمر ذاته معتبرا الاحتكار كجذر للفساد وذلك دون أن يذكر اسم قوات الحرس بشكل صريح وأكد على أنه لماذا نقدم البتروكيماويات والمصفاة لوزارة الدفاع؟!

ولكن لم يكن ما أشار إليه كل من روحاني ولاريجاني بشأن قوات الحرس يحتاج إلى تصريح معلن، إلا أن صحيفة جمهوري الحكومية التي تعد مكبرة صوت لرفسنجاني كتبت وللتشديد والتأكيد في افتتاحيتها (14كانون الأول/ ديسمبر) تقول: «رغم أن الرئيس روحاني لم يذكر اسما عن شخصية أو مؤسسة خاصة... في تصريحاته ولكن ونظرا لمؤشرات أشار إليها خلال تصريحاته وهي تدل على مظاهر السلطة... فكان من الواضح تماما ما هي المؤسسة التي كانت تصريحاته تهدف إليها. كما ستتضح القضية أكثر، في حالة ذكرنا مفردات نظير «رصيف الميناء» و«المطار» و«شركات المقاولة» و«الهامش الآمن» بدلا من عبارة «باقي مظاهر السلطة»، فيما أدلى به الرئيس من هذه الجملة خلال تصريحاته، على ما يبدو».

هذا وبعد تصريحات روحاني جاء دور عصابة الخامنئي لتهاجم. وبعده بيوم كتبت يوم 9كانون الأول/ ديسمبر صحيفة وطن امروز التابعة لعصابة الولاية في افتتاحيتها تقول: «عندما يلوث مسؤول عالي في الحكومة... سمعة أمثال سلمان وأبي ذر في خارج البلاد وذلك دون أن يرى أنه من الضروري أن يقدم وثيقة أو مستمسكات... فمن المنطقي أن نظن بأن هناك حقيقة من المفترض أن تكون مختبئة... وهي خطة أو تآمر يخشون إزاء كشف النقاب عنه». وتتابع هذه الصحيفة تكشف النقاب عن حالات أخرى للنهب السائد في حكومة روحاني وأضافت تقول: «على سبيل المثال، لا يجوز للمواطنين أن يطلعوا على أن ميزانية مؤسسة رئاسة الجمهورية ازدادت ضعفين بينما تم زيادة رغيف خبزهم لـ40%. أو لا يجوز لهم أن يعلموا مدى المبالغ التي تصرف للنثريات والأقارب وحتى الأهل وأفراد العائلة خلال زيارات إلى خارج البلد أو حتى بين المحافظات و...»

أما صلوات الجمعة وخاصة صلاة الجمعة في طهران فإنها كانت المشهد الرئيسي لهجوم الولي الفقيه كالمعتاد حيث كان قد خطط لها على ما يبدو، بحيث أنه وفضلا عن الملا أحمد خاتمي وهو الممثل الخامنئي الخاص الذي يطلق العنتريات، تكلم الملا سعيدي ممثل الولي الفقيه في قوات الحرس قبل الخطبة، وكان كلا منهما قد توليا واجبا خاصا لكل منهما. وكانت تصريحات الملا أحمد خاتمي تتمحور على إنذار روحاني إزاء الإزالة أو التصفية الفئوية بالأحرى التحذير مما يترتب من تداعيات على قرار العصابة المتنافسة القاضي بوضع حد لاستيلاء قوات الحرس. كما أكد الملا سعيدي دون أن يذكر اسم قوات الحرس، خلال تصريحاته على أنه، إن يحظى النظام اليوم بكيان ووجود، فذلك يعود إلى العمق الاستراتيجي الذي وفرته له قوات الحرس حتى البحر الأبيض المتوسط.

ولكنه من الواضح أن الملا روحاني لا يعارض هذا البعد من أعمال وواجبات قوات الحرس، غير أنه ينوي أن يُخرج الشؤون الاقتصادية ومصادر الثروة التي تستولي عليها الآن قوات الحرس من قبضتها؛ كونه وتابعوه في عصابته يتوقون إلى الغرب والاستثمارات الخارجية لإنقاذ النظام. وإذ تبجح روحاني في تصريحات أطلقها يوم 7كانون الأول/ ديسمبر يوم الطالب بتدفق الرأسماليين الغربيين وكأن الفنادق في طهران مليئة، أشار إلى قوات الحرس وقال: «هناك أقلية يرغبون عن هذه الظروف، وليغمضوا هؤلاء أعينهم على مصالحهم المؤقتة، إن شاء الله».

إلا أن الولي الفقيه وعصابته وفضلا عن الدفاع عن مصالحهم الاقتصادية الهائلة التي يحصلون عليها عبر قوات الحرس، يعرفون حقيقة وهي أنه وفي حالة سحب وحرمان قوات الحرس وأمرائها من هذه الثروة والمصادر العظيمة فلن تبقي لهم معنويات لارتكاب الجريمة والدفاع عما يسمى بالعمق الاستراتيجي للنظام في كل من العراق وسوريا ولبنان وماشابهها. وبعبارة أخرى يفقد غول الجريمة والنهب هذا روحه وينهار عند إزالته من القطاع الاقتصادي.

ويكمن سبب عدم ذكر كلتا العصابتين اسم قوات الحرس بشكل صريح في تأثير الخلاف والتناقض اللذين تواجههما كلتا العصابتين في النظام؛ ولا يمكن للخامنئي أن يعارض بشكل صريح روحاني فيما يتعلق بالتشبث بأذيال الغرب وجلب الاستثمارات الخارجية كونه ومن الناحية الاقتصادية ونتيجة العقوبات وصل إلى نهاية المطاف غير أنه لا يقبل ما يترتب على هذا الأمر من متطلبات ما يترادف مع وضع حد لفرض قوات الحرس سيطرتها، لأنه لا يعني له سوى فقدان عرش وعمامة ولايته. كما لا يمكن لعصابة روحاني ـ رفسنجاني أن تذكر اسم قوات الحرس بشكل صريح وما تقوم به من أعمال النهب والسلب كونهم يعرفون أنها تعد الأداة الرئيسية لممارسة القمع وعمادا للاحتفاظ بكيان نظامهم برمته. وهم يخشون إزاء ألا يكون هذا النظام العاجز قد تحمل هذه العملية الجراحية الصعبة والثقيلة وأن يتم إسراع إلقاء النظام إلى مزبلة التأريخ من قبل الشعب الإيراني والمقاومة الإيرانية.



مواضيع ساخنة اخرى
الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية
" الصحة " :  97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم " الصحة " : 97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم
الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع
3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار 3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار
الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن
العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا
" الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار " الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار
العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا
الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي
بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان
عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي
إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن
تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام
ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي
الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة
الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات