المفوض السامي لشؤون اللاجئين يدعو المجتمع الدولي لدعم الشعبين السوري والعراقي
المدينة نيوز - دعا المفوض السامي للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين انطونيوغوتيريس المجتمع الدولي لدعم الشعبين السوري والعراقي، خاصة فصل الشتاء الذي زاد من معاناة المشردين السوريين.
واضاف غوتيريس خلال مؤتمر صحفي عقده في عمان اليوم الاربعاء ان زيارته الى المملكة تأتي للتضامن مع اللاجئين السوريين، حيث أن " تأثير العاصفة الثلجية مازال ملموسا ويشكل ضغطا أكبر على ظروفهم المعيشية السيئة أصلا " ، معربا عن اعتقاده بأن هنالك اعدادا كبيرة من اللاجئين السوريين تعيش الان في فقر مدقع وبشكل مقلق وذلك بسبب تأثيرات الازمة وقلة الدعم المقدم من المجتمع الدولي.
واعلن المفوض الاممي الذي يقوم بزيارة رسمية الى المملكة لمدة يومين عن اطلاقه لدراسة شاملة حول وضع اللاجئين السوريين بعنوان "العيش في الظل"، والتي تكشف في طياتها حجم المعاناة الانسانية لأولئك اللاجئين ، مبينا انه ووفقا للدراسة فإن ثلثي اللاجئين يعيشون تحت خط الفقر، بينما يعيش واحد من كل ستة لاجئين سوريين في فقر مدقع حيث يعيش الفرد الواحد بأقل من 40 دولارا في الشهر.
وقام بإعداد الدراسة المفوضية السامية، بالتعاون مع شريكتها منظمة الاغاثة والتنمية الدولية(IRD)، مستعينة ببيانات تم جمعها العام 2014 من خلال زيارات منزلية لحوالي 150 الف لاجئ سوري يعيشون خارج المخيمات في في الاردن.
واشار غوتيريس الى ان الدراسة اظهرت ان اكثر من نصف المنازل التي تمت زيارتها من قبل الباحثين كانت تعاني من عدم وجود وسائل التدفئة، بينما افتقر ربع المنازل للكهرباء، وأكثر من عشرين في المائة لم يكن فيها مرحاض، علاوة على ان ايجار السكن شكل أكثر من نصف الانفاق الشهري ما أجبر أعدادا كبيرة من اللاجئين على مشاركة السكن مع أسر أخرى لتقليل حجم الانفاق .
واوضح انه بالرغم من كل الجهود التي بذلت وتبذل من اجل مساعدة ودعم اللاجئين السوريين الا ان الحاجة تبرز لحث المجتمع الدولي لتقديم المزيد من المساعدات، مؤكدا ضرورة ان يتم دعم الدول المستضيفة للاجئين حتى تستطيع القيام بحهودها تجاههم، حيث شكلت تلك الاستضافة الكثير من الضغط على القطاعات الاساسية ، مدللا على ذلك بالوضع القائم في المملكة وما احدثه ذلك اللجوء فيها من اثار سلبية على تلك القطاعات.
واضاف "ان كرم ضيافة الاردن ، شعبا وحكومة، يحتاج أن يقابله دعم هائل من المجتمع الدولي لمساندة الاردن واللاجئين في هذا التحدي، وذلك من خلال دعم البنى الاساسية والتحتية كالتعليم والصحة والمياه والطاقة والصرف الصحي والكهرباء بالإضافة إلى دعم الموازنة لتمكينها من مواجهة هذا التحدي الهائل" ، مؤكدا اهمية ان المجتمع الدولي وبالتعاون مع اللاعبين الدوليين كالبنك الدولي لمساعدة الاردن للاستثمار بتلك القطاعات الاساسية والتي تشهد ضغطا هائلا .
وتظهر الدراسة ان اكثر من 84 بالمائة من 620 الف لاجئ سوري مسجلين في الاردن ويعيشون خارج المخيمات الرئيسة، يعيشون اوضاعا سيئة للغاية وبشكل متزايد حيث تستنفد مدخراتهم ومواردهم الاخرى تدريجيًا ، مبينة ان هنالك تدهورا واضحا في الوضع العام للاجئين السوريين .
واشارت الى انه ومنذ بداية الازمة عام 2011، قامت الحكومة الاردنية بفتح أبوابها أمام اللاجئين السوريين جنبًا إلى جنب مع المنظمات الانسانية التي وفرت لهم الخدمات والدعم الاساسيين مبينة ان المخصصات لدى الحكومة الاردنية تعجز عن توفير الخدمات الصحية المجانية في جميع أنحاء المملكة، اضافة الى الصعوبات التي يواجهها برنامج الغذاء العالمي في جمع التمويل الكافي لتقديم المساعدات الغذائية.
وحذرت الدراسة من ان اي تخفيض يحدث في مستويات الدعم الحالية سيكون له عواقب فورية وحادة على اللاجئين السوريين المقيمين في الاردن اذ ان الوضع مقلق بشكل خاص للسكان الاكثر ضعفًا، وتحديدا للأسر التي ترأسها نساء والتي تعيش بالقليل أو بدون أي وسيلة لإعالة أنفسهم، وكذلك للأطفال المعرضين لخسارة فرص تعليمهم.