تسمية شوارع عمان.. لا بدّ من مراجعة
المدينة نيوز - في عمان شوارع تحمل أسماء لشخصيات مثيرة للجدل، رائحة الاستغراب تفوح من حولها وتتسرب الى عقول مطمئنة لم تألف حضور تلك الاسماء بما تحمل من اشكالية بإرثها السياسي، الى جانب أخرى لا تملك رصيدا شعبيا حتى تحمل شوارع المدينة اسماءها.
تسمية الشوارع ليست أمرا ترفيهيا ولا وجاهة ولا عاديا، التسمية يجب أن تهدف الى تكريس قيمة وطنية : سياسية وثقافية واجتماعية وحتى اقتصادية، لها رمزية عالية في وجدان الاردنيين الوطني والعربي والاسلامي والانساني.
أسماء شوارع كثيرة بحاجة الى اعادة نظر عاجلة باسمائها، أبرزها في فضاء المدينة بهذا الشكل والطريقة يحمل غموضا كبيرا، لربما أحيانا يجهل واضعو التسميات بتاريخ تلك الاسماء ومشحونها السلبي الذي يولده في نفوس الاردنيين.
تسمية الشوارع والدواوير والاماكن العامة هو جزء من الذاكرة المكشوفة للمدينة، وجمهور المواطنين شركاء حتما في قبول ورفض تلك الرموز الظاهرة للعيان، ويبدو فعلا بحسب ما وردنا من أسماء لشوارع، ان المسألة تتخطى الحدود العادية لاثارة الجدل.
هناك أسماء تاريخها أسود ومنبوذ من جموع الاردنيين، وحمولتها السلبية تثير سؤالا عميقا لدى الاردنيين عن سر اختيارها واطلاقها على شوارع المدينة، وتبدو عمان في حضرة أسماء شوارعها مدينة غريبة، معالم مكانها بلا ملامح، لا تحمل ذاكرة الاردنيين.
في أي مدينة بالعالم، ان قراءة اسماء شوارعها تحمل درسا مباشرا بالتاريخ، تعيش به ذاكرة الوطن، ولكن يبدو أن ثمة نزاعات بريئة وغير بريئة تريد طمس هوية عمان، وذلك لا يخفى عندما تصطدم بتسميات بعضها مفرغة من الدلالة والقيمة وأخرى لا تمثل الوجه الحقيقي للاردن.الدستور