تغليظ عقوبات المدخنين في الأماكن العامة للحد من الأضرار
المدينة نيوز - في ظل غياب أدوات تطبيق قانون الصحة العامة وبقائه حبراً على الورق وتبقى القرارات التي وضعت للتنفيذ بلا تطبيق، يستمر مسلسل التدخين في الاماكن العامة دون تفعيل رغم صدور القانون عام 2008.ورغم مساع حكومية بذلت على مدى اعوام خلت لضبط والحد من التدخين في الوزارات ومكاتب المدراء في المؤسسات الحكومية العامة، اعدت الحكومة مؤخراً مسودة قانون معدل لقانون الصحة العامة، غلظت فيه الغرامات وعقوبة الحبس ، في خطوة تهدف الى المحافظة على صحة وسلامة العاملين ومراجعي تلك المؤسسات والاماكن العامة.
وتقوم أسباب فرض قوانين منع التدخين على حقيقة أن التدخين عملية اختيارية، أما التنفس فليس كذلك ، من ثم تتم صياغة قوانين حظر التدخين لحماية الأفراد الذين يستنشقون الهواء من تأثيرات التدخين السلبي، والتي تتمثل بزيادة مخاطر الإصابة بـأمراض القلب، السرطان، داء انتفاخ الرئة، وأمراض أخرى كذلك.
ويتخلى كثيرون من غير المدخنين عن فرض حقهم باجواء نظيفة ، ليأخذوا تاليا حصتهم عنوة من سموم السجائر، فيما يعرف بـ التدخين السلبي ، في وقت قطعت دول عدة شوطاً كبيرا نحو منع التدخين في الاماكن العامة كسلوك حضاري يحظى باحترام الجميع ، غير ان غياب المجتمع والبيئة المساعدين لتجنب هذه الآفة يحد من امكانية سريان القرار الحكومي بسهولة.
وينص القرار الحكومي على تغليظ الغرامة على من يدخن في الاماكن العامة من 15 دينارا إلى 100 دينار ولا تزيد على 200 دينار، بحيث تصبح: يعاقب بالحبس مدة لا تقل عن شهر ولا تزيد على ثلاثة أشهر أو بغرامة لا تقل عن مائة دينار ولا تزيد على مائتي دينار كل من قام بتدخين أي من منتجات التبغ في الاماكن العامة المحظور التدخين فيها.
وعدلت المسودة تعريف المكان العام مضيفة كل من المطاعم والفنادق ومقاهي الإنترنت بما في ذلك المكان المغلق الذي له شكل البناء المتكامل الذي لا يدخله الهواء إلا من خلال منافذ معدة لذلك واي مكان آخر يقرر الوزير اعتباره مكاناً عاماً، ليصبح نصه: المكان المعد لاستقبال العامة أو فئة معينة من الناس لأي غرض من الأغراض مثل المستشفيات والمراكز الصحية والمدارس ودور السينما والمسارح والمكتبات العامة والمتاحف والمباني الحكومية وغير الحكومية العامة ووسائط نقل الركاب وصالات القادمين والمغادرين في المطارات والملاعب والمنشآت الرياضية المغلقة وقاعات المحاضرات والمطاعم والفنادق ومقاهي الإنترنت بما في ذلك المكان المغلق الذي له شكل البناء المتكامل الذي لا يدخله الهواء إلا من خلال منافذ معدة لذلك واي مكان آخر يقرر الوزير اعتباره مكاناً عاماً على أن ينشر قراره في الجريدة الرسمية.
ونصت المسودة عقوبة بالحبس مدة لا تقل عن ثلاثة أشهر ولا تزيد على ستة أشهر وبغرامة لا تقل عن ألف دينار ولا تزيد على خمسة آلاف دينار كل من قام بتدخين أي من منتجات التبغ في دور الحضانة ورياض الأطفال والمدارس في القطاعين العام والخاص أو السماح بذلك.
ويقول نديم شنيقات ، التدخين يمارس في أماكن العمل والأماكن العامة رغم وجود تشريعات تمنعه في معظمها إلا أنها تحتاج جدية في التطبيق ، وطالب الجهات المعنية قبل تطبيق قرار منع التدخين في الاماكن العامة بتخصيص مكان للمدخنين حتى لا ينعكس ذلك على العمل ، وحتى لا يتم خرق القرارات من قبل بعض المدخنين.
ويضيف الشنيقات ان عادة التدخين تعد من سلوكيات لدى البعض للتدليل على شيء معين وليس موروثا ، كتقليد الابن لأبيه ، او الفتاة لصديقتها ، مبينا انه رغم ان اغلب المدخنين يدركون خطر التدخين على الصحة ، وتراودهم الرغبة في الاقلاع عنه ، وقد يحاولون ذلك مرارا وتكرارا ، لكنهم يفشلون في اغلب الأحوال ويضعفون امام بريق السيجارة ويعودون إلى حظيرة المدخنين. بدوره نوه طارق المناصير الى ان علاقة التدخين بالصحة العامة معروفة للجميع ، وُكتب عنها الكثير نظرا لاقتران التدخين بأمراض القلب والسرطان ، ولكن دور التدخين في الصحة النفسية لا يزال غير واضح لدى الكثيرين ، بل وهناك من يعتقد بأن التدخين يساعد على إزالة أو تخفيف التوتر العصبي ، كما نجد ان الأهل لهم ايضا دور في التأثير على الأولاد سلبيا ، وبخاصة ممن هم في سن المراهقة ، وذلك بإقدامهم على التدخين أمامهم ، ما يدفع الأولاد الى محاولة تقليد ذويهم.
وايد طارق المناصير التعديلات في مشروع القانون المعدل، بهدف تغليظ العقوبات على المخالفين لقانون الصحة العامة فيما يتعلق بالتدخين في الاماكن العامة والمغلقة في ضوء عدم فاعلية قيمة المخالفات الموجودة حاليا في القانون التي لا تشكل ردعا للمخالفين.
وصنفت منظمة الصحة العالمية العام الماضي الاردن بالمرتبة (الثالثة ) كاسوأ دولة لانتشار التدخين للمرة الثانية على التوالي ، و بالمرتبة (الخامسة) ضمن اسوأ دول الاقليم ل (22) انتشارا للتدخين لفئتي الذكور والاناث معا الامر الذي اعتبرتة المنظمة يؤدي الى زيادة اصابات السرطان.
وتتوقع منظمة الصحة العالمية ان يصل العبء الاقتصادي لمعالجة السرطان بسبب التدخين عالميا بين (1,5-1,9) تريليون دولار ، مشيرة ان الاردن معرض للمرور بهذه المرحلة مؤكدة ان غالبية السرطانات مرتبطة بالتدخين.
وتقدر احدث دراسة لوزارة الصحة ان خسائر الاردن السنوية جراء التدخين تصل الى اكثر من مليار دينار تدخينا وعلاجا للمدخنين الذين يصابون بالامراض اهمها امراض السرطانات التي يعد التدخين مسؤولا عن الاصابة بنحو 25 انواعا مختلفا على الاقل. وتؤكد ان معدلات التدخين في المملكة هي الأعلى عربيا و أن نسبة مدخني السجائر فوق سن 18 عاماً في الأردن بلغت 29%ونسبة مدخني السجائر في الفئة العمرية من 13–15 سنة بلغت 13.6 % ونسبة النساء اللواتي يدخنّ النارجيلة بلغت 12% مقابل 10 % للرجال.
وتشير الدراسة الى أن التعرض للتدخين السلبي يزيد احتمال الإصابة بأمراض القلب والسرطان بنسبة 30% ويعرض الطفل لتدخين سيجارة واحدة من بين أربع سجائر تدخن إلى جانبه.الرأي