وتبقى المقاومة

تم نشره الأحد 01st شباط / فبراير 2015 01:20 صباحاً
وتبقى المقاومة
جهاد المنسي

عندما سقطت في تموز، صواريخ المقاومة على حيفا المحتلة، ويافا وتل ابيب، ولاذ الصهاينة بالملاجئ، عرفت اسرائيل وداعموها وقتذاك، أن في الأفق تغييرا ليس بالحسبان، وأن هناك رجالا صدقوا وعدهم، يتحدثون ولا يكذبون، يعدون ويفون، وعرفوا أنه رغم زمن السقوط والدمار.. ورغم زمن التراجع الثوري والفكري، والتراجع القومي، واللصوص والتجار، ورغم زمن الفرار، ورغم أن الكلمات أصبحت للبيع والإيجار، لم يبق الا المقاومة وسيدها.
ومن هناك، كان قرار الغرب والصهاينة بخنق المقاومة، وتجفيف منابعها، فانتدبوا أشخاصا وتنظيمات ودولا لتنفيذ المهمة، فكانت البداية بتصريحات تنتقد "مغامرة المقاومة!!"، وأخرى "تستهزئ!" وثالثة "ترفض!"، ورغم ذلك نجحت المقاومة بتسطير ملحمة نصر، كان بعيدا عن كل العرب، فدحُر جيش كان الى حين يتعامل معنا من منطلق القوي، الذي لا يلين له جناح، يصول ويجول في السماء، ويفترس الأرض وقتما يشاء.
ظهر في الأفق رجال صدقوا وعدهم، آمنوا بمقاومتهم، ذهبوا للشهادة، دفاعا عن وطنهم، بلا خوف أو وجل، فانتصروا، وسطروا ملحمة رجولة، فأصبح اسم المقاومة، يتردد من مراكش إلى القاهرة، مرورا بتونس فليبيا فالسودان، فالخليج فصنعاء، ودمشق والقدس وغزة فعمان.
بعدها، عرف الغرب والصهاينة، أن لا سبيل لقتل المقاومة، إلا من خلال خنقها وتعرية ظهرها وتجفيف إمدادها، ومن أين يأتي المدد إلا من سورية، فالموصل فطهران، فكانت سورية الهدف، والوسيلة، خلق قلاقل واضطرابات تحت مسميات شتى، وكان "ربيع العرب" مدخلا للتنفيذ.
صحيح، بدأ ربيع العرب في تونس، مرورا بليبيا فمصر، فاليمن ومن ثم حط في سورية، ولكن كانت الشام هي الهدف، وكانت العواصم الأخرى بروفات للحفلة الحقيقية في دمشق.
في سورية، فتحت طاقة جهنم، إمدادات بالرجال والعتاد، ومعسكرات تدريب لإرهابيين من كل دول العالم، أرسلوا إلى الشام، والهدف تقطيع أوصال الدولة السورية، ومنع وصول المدد، وضرب المقاومة من الخلف.
في الأثناء، لا ضير من زيادة العزف على التفرقة المذهبية، والطائفية، وزيادة حدة الانقسام الشيعي- السني، فالوسيلة والأدوات لذلك موجودة، تنفذها وسائل إعلام، تابعة لهذه الدولة أو تلك، وأشخاص أعماهم التحريض المذهبي، ولا ضير من تصوير ما يجري بأنه اقتتال شيعي – سني تارة، وتارة ثانية، سني – علوي، وثالثة صفوي- عربي، فالهدف في آخر المطاف، هو ضرب شعبية المقاومة في حواضن العواصم العربية، وإبعاد الناس عن التفكير بوجود اسرائيل أصلا.
فجأة، بتنا نسمع ممن كان يهتف باسم المقاومة تراجعا وتخوينا للفكرة، فبات، حزب الله مثلا عند البعض "حزب اللات!"، وبات حسن نصرالله، "شيطانا رجيما"، بعد أن كان اسمه يلمع في كل عواصم العرب.
أولئك قادهم الإعلام غير المحايد، وأعماهم بعض من تسنم المنابر والساحات بهدف تشويه الفكرة، وإبعاد الناس عنها، وترك المخطط الصهيوني– الأميركي، الرامي لخنق المقاومة، وضربها من الخلف، يعمل دون توقف.
ولأن حسابات الحقل تكون مختلفة أحيانا عن حسابات البيدر، فإن المقاومة عرفت ذلك، وكشفت المخطط منذ بدايته، فآثرت حماية ظهرها، ولكنها في الوقت عينه أبقت العيون، مفتوحة على هدفها الأول وهو فلسطين المحتلة.
وعندما اعتقد الصهاينة أن المقاومة هانت، من الضربات، التي تلقتها في الظهر، وجدوا فرصتهم مواتية لتنفيذ رغبتهم في الانتقام، ففعلوا، ولكنهم وجدوا ردا مقاوما، عنوانه، العين بالعين والسن بالسن والبادئ أظلم.
يا أيها المهر، الذي يصهل في برية الغضب... إياك أن تقرأ حرفاً من كتابات العرب... فحربهم إشاعة... وسيفهم خشب.. وعشقهم خيانة .. ووعدهم كذب... إياك أن تسمع حرفاً من خطابات العرب... فكلها نحو .. وصرف وأدب.. وكلها أضغاث أحلام، ووصلات طرب.

(الغد 2015-02-01)



مواضيع ساخنة اخرى
الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية
" الصحة " :  97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم " الصحة " : 97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم
الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع
3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار 3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار
الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن
العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا
" الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار " الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار
العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا
الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي
بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان
عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي
إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن
تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام
ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي
الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة
الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات