الايادي الطويلة !!
![الايادي الطويلة !! الايادي الطويلة !!](https://s3-eu-west-1.amazonaws.com/static.jbcgroup.com/amd/pictures/35167.jpg)
المدينة نيوز - ليس كل من يمدّ يده اليك يريد أن (ينقذك), أو يصافحك ,فقد يكون (متسوّلا) ,أو متورّطا يريد منك أن تنشله من ( الوحل) .. فالايادي الرّخيصةهي التي أصبحت في هذا الزمن (طويلة) ,تنهب ولا تعطي.. تصفع ولا تربت.. تخرّب ولا تصحّح .
لم يعد في وسع أحد هذه الايام أن (ينتظر) ليفرّق أو يميز بين الايادي (المرفوعة) , ولكننا نخشى (الموت) حينما تتحول الغيرة إلى (اختناق) ,اوحينما يحاول البعض أن يجعل من (الانتماء) للوطن صورة قابلة للتعديل او (التمويه) كيفما وحيثما شاء, فتتمادى الايادي (المضرّجة) بالفساد تحت عناوين (وهميّة)يحسبها الظمآن(عونا) ,وهي تغوص في قلب الوطن لتنزع منه (حرارته) ,فتزيد فيه درجة الاحتقان, وتعصف به الازمات.
الأيادي وحدها لا تحرّك التاريخ , فهي التي تبذر القمح , وهي التي تبذر الشوك في تربة واحدة .. حينها تصبح سنابل البرّ عصيّة على الاخرين وهي محاصرة بين الاشواك إلّا إذا امتدت اليها (ايادي) الشرفاء من بين الاشواك بعد ان تتحدّى جراحها ونزف دمائها.
لقد ( أنهكتنا) أفكار المتنفّعين فأغرقتنا , وجمحت بنا إلى واد سحيق , واربكتنا ركضات (الفزّيعة) الّذين لا يجيدون معظم الوقت كيف يحرّكون (مرود) الكحل في العيون , حتى أصبحنا لا نفرّق بين (عجم) البلح , وصلف الصوّان .
هذه هي صنيعة الايادي (الممزوجة) اختلط خيرها في شرّها وعطاؤها في فسادها , فتعالت لترتد حينا فتوصد الأبواب في وجوه من يكون حجّه للوطن ..( فتغيب الكفاءات), ويمنع أهل الخبرة والعشق من عبور بوابات الوطن إلّا من استطاع منهم أن يدفع (الابواب) والحواجز(بيديه) وقلبه وجوارحه.
نخشى أن نقضي معظم (وقتنا ) وجهدنا في التعرّف على حركة الايدي , والكشف عن الاخطاء ونبش الخطايا.. نبحث عن (فزّيعة) للترقيع فيتخبّطون , نتحرك ونحن متوقفون .. نهرول الى الخلف عدّة خطوات .. فتكبو جيادنا -لا سمح الله -.
الوطن للجميع , فيجب ان يكون الجميع للوطن .. الوطن للأوفياء, فيجب ان نكون أوفياء للوطن .. لم يزل خيره فيه مهما تعددّت (الايادي) وامتدّت ... نصحح (الخلل) بالوفاء والولاء والانتماء, نعزّز (الامل) بالثبات والعمل , ولانسمح للايادي الرخيصة بان تعبث بالوطن , ولا للأوهام ان تتسلّل الى عزائمنا مهما كانت الاسباب, أو تنوّعت الأنواء والظروف .
أتمنّى أن نتخلّص من عقدة ( اللّهمّ نفسي) , ونتجرّد من حساباتنا الضيّقة , ولا نحاسب الآخرين بأشكالهم واسمائهم ومسمّياتهم , بل نسألهم عمّا قدّموا للوطن أو تغوّلوا فيه , ... نصنع فألنا بهمّتنا , ونداوي جراحنا بأيدينا لا بالأيادي (الرخيصة) .