مؤسسة شومان تستضيف المفكر العربي وجيه كوثراني

المدينة نيوز - استضافت مؤسسة عبد الحميد شومان مساء امس الاثنين المفكر العربي وجيه كوثراني الذي القى محاضرة بعنوان المعيق والمساعد في نمو الفكر التاريخي ومنهجه بين الأمس واليوم .
وتحدث كوثراني خلال المحاضرة التي أدارها الدكتور مهند مبيضين عن العلوم التاريخية وبداية الكتابة التاريخية في الحضارة العربية الإسلامية والتي ظهرت في علوم الحديث والفقه والتفسير واخبار الفتوح .
واشار الى الفترة العائدة إلى مرحلة ما قبل الإسلام ، والتي استمرّت في الحياة السياسية والإجتماعية الإسلامية وتركت بصماتها أيضاً في الكتابة التاريخية، انطلاقاً من الإهتمام بالتاريخ للأنساب القبلية والوقائع وتماثلاً مع أدب التفاخر بالأنساب وأيّام العرب .
وأشار إلى منهجية النقد التاريخي الذي يتبع المنهج الإخباري والنقلي المستمر في بعض اتجاهات علوم الحضارة الإسلامية وكذلك المنهج الأنتروبولوجي الغربي الذي يرى غالباً في شعوب (العالم الثالث) شعوباً ذات ثوابت وخصائص لا تبديل فيها ولا تغيير مبينا الدراسات التاريخية التي تناولت الاوضاع السياسية والاجتماعية على مر التاريخ .
وقال إن الدراسات التاريخية المعاصرة ما زالت تحمل في قسمها الأكبر حالة من البعد عن هموم الفلسفة وعلوم الاجتماع والفكر المتعلق بقضايا الدولة والمجتمع والأمة والسلوك وطبائع العلاقات والنفسيات، كما لا زالت تعطي لمنهجها في التعامل مع الوثائق والمصادر دوراً كلياً في التوصّل إلى تقرير (الوقائع) و(الحقائق) .
واضاف انه في كثير من الاحيان يغرق الفيلسوف أو عالم الاجتماع أو عالم النفس أو الأثنولوجي بنظرياته وفروضه أو معادلاته المنطقية أو الجدلية، أو ملاحظاته التجريدية أو أرقامه وإحصاءاته واستماراته الميدانية والجزئية ، بمعزل عن معطيات التاريخ واستدلالاته أو اشكال حضوره أو تحولاته أو استمراره كلياً أو جزئياً في الحاضر .
وقال "إذا كانت الدراسات الفلسفية والفكرية هي الأكثر انفتاحاً من موقعها على الدراسات التاريخية، فإن البحث التاريخي ، لا سيما في الأوساط الجامعية ، ما زال مقصّراً إلى حد بعيد في عملية الإنفتاح، لا على المسائل الفلسفية والفكرية التي يطرحها الفكر الفلسفي فحسب، بل أيضاً على حقول العلوم الاجتماعية ولا سيما حقول الإتنولوجيا والأنتروبولوجيا وعلم النفس. (بترا)