علينا مواجهة التنظيم داخلياً قبل كل شيء
لا شك بأن الحدث قاسي وأليم، والمصاب جلل ومحزن لكل الأردنيين، لكننا نفخر بالشهيد الشامخ معاذ الكساسبة الذي واجه قوى الظلام والتطرف بشجاعة وبسالة.
يجب أن يستوقفنا استشهاد الكساسبة لإعادة النظر في آليات مواهة الفكر الداعشي الذي لا يمت للإسلام بصلة، ذلك الفكر الذي يبعد كل البعد عن القيم الإنسانية، والذي يعشش بمقربة منّا، ليس خارج الحدود فقط إنما هو أقرب من ذلك بكثير.
البطل الكساسبة فقده الأردن في المواجهة العسكرية وهي مواجهة لا لُبس فيها، لكن كم أفقدنا هذا التنظيم الإرهابي من الشباب المغرر بهم والذين ركضوا إليه بحثاُ عن الجنّة الموعودة.
على الدولة الالتفات الى الحواضن الاجتماعية لهذا التنظيم، فالحل ليس عسكرياً فقط، إنما هو عسكري وسياسي واقتصادي واجتماعي لتجفيف منابع التطرف التي تنشأ في ظروف الفقر والعوز والإقصاء والتهميش.
وعلى الدولة أيضاً المباشرة بخطاب فكري منهجي يواجه هذا الفكر الظلامي الذي امتدت غمامته السوداء سابقاً الى مواقع وبيوت كثيرة في وطننا، التحق بعض ابناءها للقتال الى جانب هذا التنظيم او غيره في سوريا والعراق، فمن منا لا يعرف شخصا غادر الى هناك للالتحاق بصفوف الارهاب والتخلف!!
ولنا في التاريخ عبرة لمواجهة خوارج هذا الزمان، فالإمام علي بن أبي طالب حاجج الخوارج فاهتدى من اهتدى منهم ثم قاتل من أصر واستكبر.
الحل ليس في السلاح فقط، نحن اليوم نحتاج الى وقفة مع العقل والمنطق، لحماية كل مدينة وحي وبيت من هذا التطرف، وعلينا مواجهة الفكر بالفكر والتجهيل بالتنوير.
ورحم الله الشهيد البطل معاذ الكساسبة، وحمى الأردن من كل شر ومكروه.