اكاديميون وطلبة :عدم الجدية وراء النتائج المتواضعة لامتحان الكفاءة الجامعية

المدينة نيوز:- يعد امتحان الكفاءة احد المقاييس التي تبرز مستوى التعليم والطلبة في الجامعات الحكومية والخاصة, وقد ظهر في الآونة الأخيرة بعض الاستغراب والاستهجان من قبل أطراف كثيرة في المجتمع لنتيجة الامتحان الصادمة التي أظهرت قصورا معرفيا لدى الطلبة.
وأكد رئيس هيئة اعتماد مؤسسات التعليم العالي د . بشير الزعبي لـ (بترا) أن ضعف الجدية في الخضوع لامتحان الكفاءة هو أحد أسباب تدني مستويات نتيجة الامتحان، مشيرا الى انه كان يفترض بالطالب الاحاطة بالمهارات والكفايات – بغض النظر عن تخصصه- مثل: مهارات الحقوق المدنية والشخصية، ومهارات القواعد الأخلاقية، ومهارات الإبداع المنطقي، ومهارات التواصل.
وقال ان الامتحان بمستواه الدقيق لم يتم إجراؤه بعد، وتم تشكيل لجان مختلفة ومتنوعة حسب التخصصات تكون مهمتها وضع الأسئلة التي ترتبط بالكفايات والمهارات اللازمة لكل تخصص.
وأشار إلى أن فكرة الامتحان جاءت للتأكد من جاهزية الطالب وحيازته للمهارات التي تؤهله لسوق العمل بعد تخرجه من الجامعة وللتحقق مما هو مأمول منه بعد التخرج، وقد جرب الامتحان قبل سنوات وأوقف حيث كان تحصيلياً يقيس أداء الطالب فقط.
واضاف أن الوقوف على نقاط القوة والضعف في البرامج الأكاديمية هو أحد أهداف الامتحان من خلال قياس مستوى الطلبة في الكفايات العامة بعيداً عن التخصص وتحقيق مهارات الحياة لدى الطالب، فضلاً عن ذلك تبين أن هناك ضعفا في امتلاك بعض الطلبة للمهارات اللازمة في الحياة مثل إجراء مقابلة أو إدارة حوار، مستشهداً بنموذج الجامعات الأمريكية والتي تمكن الطالب من اكتساب مهارات تؤهله لمواكبة سوق العمل.
وطالب الزعبي بطرح بعض المساقات التي من شأنها تأهيل الطلبة للقيام بأعمال الحياة ومعرفة حقوقهم مثل مساق أخلاقيات التعلم الذي يجب على الطالب اكتساب مهاراته، ويجب أن يكون هذا المساق متطلبا عاما في الجامعة، مبينا ان الجامعة الأردنية كانت من السباقين في إدراج هذا المساق في برامجها، والذي يضفي نوعاً من الثقافة والإلتزام لرفع جاهزية الطالب وأمانته في التعامل مع المرحلة التعليمية.
وأشار إلى أنه في السابق كانت العينة تؤخذ عشوائياً بنسبة 40% من الطلبة المتوقع تخرجهم، حيث كانت ترسل نتائج امتحان الكفاءة في كل مرة للجامعات لدراستها والعمل على تعديلها أو تطوير خططها وبرامجها بناءً على تلك النتائج.
وبين أن العقوبات المفروضة من مجلس الهيئة على الجامعات لا يعني أن التعليم فيها سيء بل هذا مرتبط بغايات الاعتماد والترخيص, مشيرا إلى زيارة عدد من الملحقين الثقافيين من الدول العربية الى الأردن لهيئة الاعتماد حيث تم توضيح هذه الصوره لهم والتي ترتبط بمعايير الاعتماد والترخيص فقط.
وأكد الزعبي الحاجة للتخصصات التقنية أكثر من التخصصصات الأكاديمية للتخفيف من العبء والضغط على الجامعات ولتلبية متطلبات سوق العمل، ولهذا يفضل تقليص مسارات الثانوية العامة الى مسارين أو مجالين، بما يتيح معرفة حاجة ورغبة الطلبة لتشجيعهم على دراستها من خلال قياس حاجة الطالب لتخصص ما لمواكبة متطلبات سوق العمل.
رئيس جامعة اليرموك الدكتور عبدالله الموسى أكد ان الامتحان لم يأخذ منحى الجدية لدى الطلبة ولم يتم الإعداد له من قبلهم وان الطلبة دفعوا الى امتحان الكفاءة, مشيرا الى تزامن فترة عقد الامتحان للطلبة المتوقع تخرجهم مع الامتحانات النهائية للجامعة وأكد انه على اطلاع وتواصل مع الطلبة واستمع منهم عن الامتحان وتبين أنهم لم يأخذوا الامتحان بجدية.
واشار الى المستوى العلمي المرموق لطلبة اليرموك والثقة كبيرة بمخرجات الجامعة التي تشغل حاليا أماكن مهمة في الكثير من قطاعات الدولة, وتحديدا الاعلام.
مستشار رئيس جامعة فيلادلفيا الأستاذ الدكتور محمد عواد، قال ان امتحان الكفاءة شي جيد عندما يكون هدفه التحسين والتطوير, وان الامتحان يعزز البيئة التنافسية بين الجامعات خصوصا وان الأردن تحتل المراتب الأولى في الإقبال على التعليم عالميا، وهذا شيء يجب ان يعزز الاهتمام بجودة التعليم وكفاءة الطلبة وإلمامهم بالمهارات اللازمة للحياة بشكل عام، خصوصا ان الجامعات جميعها معنية بتطوير التعليم والمواءمة بين سوق العمل والبرامج المختلفة.
وقال" يجب ان يكون التعليم العالي ديمقراطيا ونوعيا ويراعي تكافؤ الفرص, وان يكون خاضعا للمساءلة والتقييم داخليا وخارجيا, مؤكدا ان المرحلة القادمة من التعليم هي مرحلة تعتمد اعتمادا كاملا على مهارات الفكر والإبداع، وسيكون التركيز فيها على العلوم والتكنولوجيا، باعتبارها معايير جامعة المستقبل التي تركز على مهارات التواصل والفكر والتخطيط, وهذا يعني ضرورة البدء باستثمار التقدم التكنولوجي في معالجة التعليم.
واكد ان التنافس لا يقتصر الان على المستوى المحلي او الإقليمي، بل امتد الى العالمية والبرامج المتطورة والخطط المواكبة للتطورات العلمية والتكنولوجية باعتبارها ابرز الأمور المطلوبة للمرحلة الحالية.
أكاديميون من جامعات حكومية أكدوا ان نتيجة الامتحان غير منطقية ولا تعبر عن المستوى الحقيقي لطلاب الجامعات الرسمية لعدم اخذ الطلبة الامتحان بصورة جدية, مؤكدين ان إجراء الامتحان يبدأ بتعزيز جدية ومعنى الامتحان بالنسبة للطالب ثم الشفافية وخلو لجان الأسئلة من المتحيزين لجامعات خاصة تحديدا.
من جانبهم، اكد أكاديميون من جامعات خاصة ان امتحان الكفاءة لا يقدم بالضرورة المستوى الحقيقي للطلبة, وينبغي مراعاة جاهزية الطلبة وتعريفهم بماهية الامتحان بالصورة التي تليق بسمعة التعليم ومستويات الطلبة, إضافة الى مراعاة سمعة التعليم قبل نشر أي أخبار تعطي صورة سيئة عنه.
الطالب ليث علي من جامعة اربد الأهلية أكد " ان امتحانا غير ملزم ولا يقدمني لإشغال وظيفة هو سبب كاف لجعلنا كطلبة غير مهتمين به، " لان الطالب في الجامعة او في الكلية لا يهتم إلا بما يعود باثر او نتيجة عليه.
الطالبة وفاء حسين من الجامعة الأردنية أكدت ان الطلبة لا يعرفون إي شيء عن الامتحان، وهي كطالبة ليست مستعدة لتأدية امتحان يعبر عن سمعة او يقيس مستوى فقط.
الطالب منذر هاشم من جامعة اليرموك أكد ان الطالب يتركز في ذهنه الكثير من المعتقدات أبرزها لا علاقة لما تدرس بما ستعمل, أي اختلاف بيئة العمل عن المنهاج الذي يدرس حتى وان كان من نفس الاختصاص.