اعذروني ... فاليأس يحاصرنا أحياناً !!
![اعذروني ... فاليأس يحاصرنا أحياناً !! اعذروني ... فاليأس يحاصرنا أحياناً !!](https://s3-eu-west-1.amazonaws.com/static.jbcgroup.com/amd/pictures/35379.jpg)
المدينة نيوز - أخشى أن أعود الى حيثما كنت بعدما شعرت فجأة أنني (تثاقلت) , وأوشكت أن ( أغرق) ... تبدّدت كل المشاهد من مرآتي , ولم يتبق في حواشيها سوى صورة (الغربال) ذلك الذي لايقبل أن (يحتفظ) بكل ما هو (مائع) , أو (خبث)... لايجيد لغة النفاق , ولايخضع لضغوطات (المتربّعين) فوق صدور المتوجّعين والموجوعين ... أنظر عبر ثقوب الغربال المئة فأرى قرص (الشمس) يتوهّج , ولكني لم أزل (مثقلاً) بالهموم, محتشيا , تنزلق من بين يديّ (مجاديفي) فيتوه قاربي حيناً ,وأستدرج انفاسي فوقه حيناً آخر .
لم أعد افكّر برغيف الخبز , لأنني لا اريد ان يكون (مرّاً) , أو أن يصبح (غصّة) في حلقي ... ولم أعد احاول أن أحلّ بعض (المعادلات) غير الموزونة فهي التي تجعل مني ( خائباّ) لايجيد سوى رسم الكلمات , أو (ابتلاعها) احياناً ... كل شيء تحوّل امامي الى (طلاسم)... لم أعد أعرف من هو المصيب ومن هو المخطىء... ولم أعد (أميّز) بين الملاك والشيطان , ... تختلط علامات (التعجب) في علامات (الاستفهام) , ويأكل كلّ منهما (كتف) الآخر ... تتأسّد ضباعهم , وتستضبع أسودهم , وتترنّح (خطاياهم) فوق ظهور (المساكين) .
بدأت افكّر بالعودة للنوم على (قارعة) الطريق رغم اني لم أصح منه الاّ قبل (هنيهات) ... بدأت (أتثاءب) ... ولكنّي سأحاول أن أفرك عينيّ أكثر من مرّة فلربما تتغيّر الأحوال , وتنقلب (الآهات) الى أمنيات , ويهتزّ (الغربال) ليفصل ما بين (الأضداد) , فيرسب الخبث في قاع الارض , ويسمو (النقيّ) ثمّ يتسامى ... حينها ستشتدّ (مجاذيفي) , فأبحر في عيون الوطن من جديد .
اعذروني ... فاليأس يستقوي علينا هذه الأيّام , والصدى (ينصهر) في كوّة المتملّقين والمتسلّقين , والجراح (تتسع) تحت حراب العابثين , والرّحى تتهاوى بأيدي التائهين ... اعذروني ... فأنا لم (اضعف) , ولكنّي اخشى أن (أستضعف) وتختفي من مرآتي صورة الغربال , ويذوب بين كلماتي سرّ اليقين ... اعذروني ... فأنا لم (أستسلم) , ولكنّي أتحاشى أن أهرول وراء (الطبّالين) ... أو أتحوّل من شاهد الى (متّهم) , أو من (مقيم) الى مسافر ... اعذروني ... فأنا لم (أسكت) , ولكنّي أخشى أن تصبح لغة الكلام (جناية) في زمن الثرثرة , أو أن يصبح (الصمت) عاراً في زمن السّكوت ... اعذروني ... فأنا لا أجيد لغة (الشتّامين), ولكنّي لا أرضى أن أكون ممّن يضعون أصابعهم في آذانهم , أو يديرون روؤسهم الى حيث لا يعلمون ... اعذروني ... فقد يصيبني (اليأس) يوماً , ولكن سيشدّني (العزم) ولن أكون من القانطين .
عفواً ... فجأة شعرت اني ( موهن) القوى عندما أيقنت أن هدير (الضّجيج) بدأ يخفي بين (قرقعته) نداء حناجرنا واقلامنا ... أو في وقت تحجّرت فيه لغة (الكلام) , ولكن مهما (أجهدتني) أو أحرقتني جمرات الرّحلة فلن أتوارى وسأكون بين صفوف الجائعين الطيّبين .