تطفيش اسرائيلي لمسؤول دولي..!

دأبت اسرائيل قبل وبعد قيامها منذ 66 عاما وحتى الان تخوض مواجهات شرسة وقذرة مع كثير من القيادات (الحيادية) في الامم المتحدة استخدمت فيها جميع الاساليب للترغيب والترهيب كالرشاوى وتشويه السمعة والاغتيال للشخصيات والقتل البشع.. ومنها تفجير الطائرات بأصحابها كما فعلوا بـ ( داغ همر شولد) الامين العام للامم المتحدة وكما اجبروا( اندرو ويدلي )مدير وكالة الغوث للاجئين الفلسطينيين (لدعوة الفلسطينيين بعدم التمسك بـ «وهم العودة» وعلى الدول العربية توطينهم..
سجل اسرائيل حافل بهذه الجرائم والاغتيالات التي قام بها جواسيسها وعملاؤها لمسؤولين كبار في الامم المتحدة (الكونت برنادوت) بتفجير فندق الملك داؤود بالقدس على راسه لانه اقترح تقسيم فلسطين بين العرب واليهود وكذلك (داغ همر شولد)،(وكورت فالد هايم) و(الجنرال هانس) و(فون هورت) لانهم كانوا محايدين بين العرب واليهود..!
في الاخبار..أجبرت اسرائيل الاسبوع الماضي رئيس لجنة التحقيق في الحرب الاخيرة على قطاع غزة(وليم شاباس) لتقديم استقالته بعد احتجاجات اسرائيلية كثيرة كاذبة منها :انه معاد لاسرائيل... ومؤيد للفلسطينيين..وانه عامل منظمة التحرير الفلسطينية وكانه عضو في الامم المتحدة..كما قدم استشارات (مقابل المال)لمنظمة التحرير..ولم تشفع له تصريحاته ولاكثر من مرة وفي اكثر من مناسبة بانه ليس معاديا لاسرائيل معلنا انه قد زارها اكثر من مرة والقى محاضرات في الجامعات الاسرائيلية......
ماقاله رئيس اللجنة (وليام شاباس) في كتاب استقالته خطير، قال: لقد مارست اسرائيل ضغوطا علي لايمكن تحملها...ومن الصعب علي ان أتابع مهمتي..وإن الادلة الخاصة بالحرب الاخيرة على قطاع غزة انتهت وانه ليس معنيا بالاعتراضات الشخصية في نتائج التحقيق..نافيا جميع الاكاذيب التي نسجتها الحكومة الاسرائيلية عليه ومنها قبوله تقديم رشاوى من منظمة التحرير الفلسطينية.
وعودة الى الماضي فقد دأبت اسرائيل مند انشائها وحتى الان.. برفضها تشكيل اللجان في الامم المتحدة وإن شكلت تسعى الى حلها او اضعافها فهي لا تعترف بجميع القرارات الدولية ومنها :القرار 181 لتقسيم فلسطين، والقرار194(لعودة الاجئين الفلسطينيين)و القرار242 الذي يؤكد على انسحاب اسرائيل من الاراضي المحتلة عام 1967..إضافة الى عدم اعترافها بالمبادرة العربية للسلام عام2001والتي اعترف العرب فيها بحق اسرائيل بالوجود و التطبيع معها دون ان تعترف بحق الفلسطينيين بالوجود.
كبار الساسة في اسرائيل وفي مقدمتهم رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو..طالبوا بـ (شطب) تقرير اللجنة التي تراسها (وليام شاباس)..الذين وصفوه انه منحاز ضد اسرائيل ومؤيد للفلسطينيين..وما قامت به اسرائيل في العدوان على قطاع غزة جاء وفق القانون الدولي الذي يوكد على حق الدفاع عن النفس مشيدين بـ (توازن) الرئيسة الجديدة القاضية الامريكية (ماري ديفيس) وكانهم يرسلون تهديدات مبطنة لها وعلى طريقة :أنج سعد فقد هلك سُعيد..!
(الرأي 2015-02-14)