ما سر المنطقة الرمادية في الأردن؟

تم نشره الأحد 15 شباط / فبراير 2015 01:30 صباحاً
ما سر المنطقة الرمادية في الأردن؟
علي سعادة

الجميع في الأردن يقفون في المنطقة الرمادية، لا أحد يريد الوقوف في المربع الأبيض أو المربع الأسود.
الدولة تعلن تمسكها بالإصلاح، لكنها لا تتقدم إلى الأمام، تواصل بذل الجهد والتعب، وربما يتصبب العرق منها، لكنها في الواقع تهرول في مكانها دون أن تقطع أية مسافة على الأرض، كما أنها تتعامل بحذر وبانتقائية مع مفهوم «الدولة المدنية».
الحركة الإسلامية ممثلة بجماعة الإخوان المسلمين تتوجس خيفة وحذرا من مصطلح «الإرهاب»، لأن المصطلح في ذهن العالم وفي ذهب البعض يشمل حركات المقاومة المسلحة مثل حركة المقاومة الإسلامية (حماس) ونوعا ما «حزب الله» عندما كان يقاتل لتحرير مزارع شبعا ودفاعا عن الضاحية الجنوبية في لبنان، كما أن ثمة ربطا مقلقا ومتعمدا أحيانا بين الإسلام و»الإرهاب» في ذهن البعض.
الأحزاب اليسارية التي يفترض أنها عانت في السابق من الملاحقة ومصادرة حريتها ومنعها من العمل السياسي العلني، نسيت كل بنود الميثاق العالمي لحقوق الإنسان ووقفت إلى جانب «دكتاتوريات» عربية بعد «الربيع العربي» ودافعت عن عمليات القتل والاعتقال ومصادرة الحريات التي قامت بها هذه «الدكتاتوريات»، نكاية ب»الإسلام السياسي» وجماعته وتحديدا «الأخوان المسلمين».
التيار القومي والأحزاب القومية التي ينبغي أن يكون خطابها العربي موحدا وموجها بنفس القوة والدرجة إلى جميع القضايا العربية دون تمييز أو استثناء، حصروا خطابها وهمهم وإستراتيجيتهم في الدفاع عن الحكومة السورية والنظام السوري بدمشق، وكانت مواقفهم من القضايا القومية العربية الأخرى باهتة ورفعا للعتب وتجنب اللوم أحيانا، بل أنهم تورطوا أخلاقيا في الدفاع عن التوسع الإيراني في المنطقة لأنه في المحصلة تمدد قومية أخرى على حساب القومية والأرض العربية.
وهم أيضا دافعوا بشراسة عن الدماء التي سقطت بأيدي العسكر في دول عربية نكاية بجماعة «الإسلام السياسي»، وبالتالي ضاعت البوصلة عندهم.
الوقوف في المنطقة الرمادية انسحب على باقي القطاعات مثل النقابات والأحزاب ووسائل الإعلام والنخب وصالونات عمان السياسية ومجلس النواب، الجميع دافع وساند، أو هاجم وناكف، الوقفين في هذه المنطقة الرمادية أو تلك.
جميع القضايا الداخلية مثل الإصلاح والدولة المدنية وتعديل قوانين هامة مثل الأحزاب والانتخاب والضريبة والضمان والتقاعد المدني، وقعت ضمن المنطقة الرمادية.
وعلى عكس عبارة الفنان نظيم شعراوي في مسرحية «شاهد مشفش حاجة « التي تقول «اللون الرمادي ما بحبوش» فإن الجميع في الأردن يعشون اللون الرمادي.

(السبيل 2015-02-15)



مواضيع ساخنة اخرى
الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية
" الصحة " :  97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم " الصحة " : 97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم
الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع
3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار 3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار
الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن
العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا
" الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار " الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار
العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا
الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي
بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان
عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي
إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن
تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام
ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي
الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة
الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات