صباح الخير يا بقرة
![صباح الخير يا بقرة صباح الخير يا بقرة](https://s3-eu-west-1.amazonaws.com/static.jbcgroup.com/amd/pictures/35445.jpg)
مصنع ألبان في نيوزلندا له فرعان أحدهما في شمال البلاد والآخر في جنوبها ، ولكن كان الإنتاج متفاوتاً بينهما بشكل كبير رغم تطابق جميع الظروف للموقعين وتجهزياتهما وآلية العمل بهما ونوعية الأبقار !! مما جعل المالك يحتار عن سبب اختلاف كمية إنتاج الألبان بين الأول والثاني . وبعد إجراء الأبحاث والدراسات توصلوا إلى النتيجة التي كانت مفاجئة لهم .. وهي أن المصنع الأول يعمل فيه نفس العدد من الأشخاص لكنهم مختلفون في تعاملهم مع الأبقار حيث إن لديهم تقديرا كبيرا لها ويعبرون عنه يومياً كل صباح قبل بدء حلب الأبقار حيث يطلون عليها مبتسمين مخاطبين كل بقرة شخصياً بقول: صباح الخير يا بقرة !!
(GOOD MORNING COW ) وهذا هو سبب زيادة إنتاجها.
و أجرى عالم ياباني عدة تجارب على تأثير الكلمات الطيبة على أشياء مختلفة ومنها تأثير الكلمة الطيبة والسيئة على الماء ومن تجاربه :
وضع أرز في إنائين متشابهين ،أحد الإنائين يقول له كلاما طيبا وللآخر كلاما سيئا، وجد أن الإناء الذي قال له كلاما سيئا تعرض الأرز فيه للتلف بعد يوم واحد فقط، أما الآخر الذي سمع كلاما طيبا بقي في حال جيدة لمدة ثلاثة أيام .فمن خلال التجربة على النبات والحيوان نستخلص مبدئيا , فرضية هل الكلمة الطيبة تؤثر في المنتج الحيواني أو النباتي . مما يخرجنا من الدائرة الضيقة التي احتكرت الكلام الطيب فقط حكراً على الأذن البشرية . وهل نحن أمام ذرات من عالم الجماد والحيوان والنبات تتواصل معنا بطريقتها كردود فعل على سلوكنا اللفظي . ربما مثل هذه الأبحاث توسع الوعي والمدارك الإنسانية وتكسبه أخلاقيات ترقى إلى التواصل مع الآخرين غير البشر . فلقد حجز في دائرة المنفعة والسيطرة على ما هو أدنى منه خلقاً . وتكشف مثل هذه التجارب ان الصداقة والحب تعابير تخترق الذرة سواء نباتية او حيوانية او من فئة تتماسك كجماد . وكذلك تخفف من كلمات صراع الغاب والبقاء للأقوى والأصلح . فنحن أمام اختبارات تهذب اللسان والنفس قصراً لإن النفع يعود على الجانب الإيجابي في النفس التي انغلقت واصبحت متمركزة حول ذاتها او نفعها وعبثت في الطبيعة بدءا ً من اللسان إلى عشوائية العلم
ربما التربية سترى نورا جديداً لتقويم الذات . فالبقرة كانت أكثر تفاعل بالكلمة من إنسان يستخدم الكلمة الطيبة بهدف مبطن لغاية رديئة . من خلال نفاق اللسان الذي يخالف ما في القلب . ربما الأرز أراد ان يفهمنا أن من اساليب العيش الكريم وطلب الحياة الرفق حتى في الكلام . فلقد أصبحنا في عالم يخسر نفسه سريعاً . فحالات الإكتئاب ارتفعت مما لا يشعر الإنسان بلذة الكلام المعسول . والنفاق البشري جعل الكلام المعسول هو الطبق المدسوس بالسم . أو ان النظرة النفعية لم تجعل للكلام قيمة . أو الإستخفاف بوظيفة الحيوان والنبات والجماد في دائرة أنهم لخدمة الإنسان الصارم القوي أضعفت الجانب الإيجابي في اللفظ وهدفه السامي . النظرة للعبثية والعشوائية او فرضية الفوضى في المجتمعات كرست تعابير جسدية أكثر إتقانا من الكلام لإن البصر أصبح محطة يكثر روادها والسمع حاسة أدنى
بمبررات ثقافية. ففي القديم كان الشعر سمة الفصاحة والبلاغة والتفاوض والتناظر وحتى الخطاب السياسي والديني لإن المجتمع كان سمعياً .
أما الآن ربما يعاني وتعاني البقرة معه هيا إلى جماعة القطيع بالجزرة والعصا.