"حوار مع الإسلاميين حول التعصّب والتكفير.. وأشياء أخرى" كتاب جديد لبلال التل
!["حوار مع الإسلاميين حول التعصّب والتكفير.. وأشياء أخرى" كتاب جديد لبلال التل "حوار مع الإسلاميين حول التعصّب والتكفير.. وأشياء أخرى" كتاب جديد لبلال التل](https://s3-eu-west-1.amazonaws.com/static.jbcgroup.com/amd/pictures/1428c50ab06fe5e442dc7f5c26d30e02.jpg)
المدينة نيوز:- احتوى كتاب "حوار مع الإسلاميين حول التعصّب والتكفير... وأشياء أخرى" الصادر حديثا للزميل بلال حسن التل على دعوة لثورة فقهية تحرر الخطاب الإسلامي من موروثات الماضي للتصدي للموجات التكفيرية التي اخذت تنتشر في المجتمعات العربية والإسلامية .
توزعت صفحات الكتاب الصادر عن المركز الأردني للدراسات والمعلومات على مقدمة وخمسة فصول، حيث طرح الفصل الأول المعنون "أسباب ظهور الفكر التكفيري" عددًا من الأسئلة حول: نموذج الحكم الذي يدعو إليه الإسلاميون، ثم ناقش التفسيرات المختلفة لظهور "داعش" التي يعتبرها التل مع أخواتها أحدث إفرازات التطرّف والتكفير، مؤكدا ان أبرز أسباب ظهور التطرّف الذي يقود إلى التكفير، هو البيئة الحاضنة وأهم مكوناتها الفقر، والبطالة، والاستبداد، وغياب مبدأ تكافؤ الفرص.
وبين في الفصل الثاني المعنون "مسؤولية الحركات الإسلامية عن بروز الفكر التكفيري"، أن احزاب وجماعات وحركات الإسلام السياسي تتحمل جزءًا من المسؤولية عن ظهور التطرّف والتكفير، بسبب الأخطاء التي وقعت فيها هذه الحركات، وأولها تغليب الخطاب السياسي على الخطاب التربوي، دون ان يقدم هذا الخطاب حلولاً لمشكلات هذا الواقع.
وخصص المؤلف الفصل الثالث المعنون "علاقة المسلمين بالآخر"حول علاقة المسلمين بالآخر باعتبارها من القضايا التي سلطت ممارسات التكفيريين خاصة تنظيم "داعش" الضوء عليها، مؤكدًا أن الإسلام كما ورد في القرآن والسنة، بالإضافة إلى الممارسة التاريخية للمسلمين في عصور الازدهار الحضاري، يدعو إلى بناء الدولة القائمة على المواطنة التي يتمتع بها الجميع بحق حرية الاختيار، بما في ذلك حرية اختيار المعتقد، دون ان يؤثر ذلك على حقوقهم في المواطنة، ومنها حق غير المسلمين بالمشاركة في إدارة الدولة والاندماج الاجتماعي وفي الدفاع عن الوطن.
وجاء الفصل الرابع بعنوان "تصحيح المفاهيم"، وفيه ركز المؤلف على ان السبب الرئيس لما نحن فيه، خاصة لجهة بروز التكفير هو اختلال فهم المسلمين لدينهم، وهو الاختلال الذي أصاب حتى فهمهم للعبادات ومغازيها، وفي ظل هذا الاختلال تحولت العبادات الإسلامية من مدخل لنظام أخلاقي متكامل يتجسّد سلوكًا في الواقع، إلى مجرد طقوس لا يفقه الكثيرون معانيها. وهذا الاختلال في فهم الإسلام سبب رئيس من أسباب ظهور التكفير، ومن أسباب النظرة السلبية للآخر.
ودعا التل في الفصل الخامس المعنون "الحلّ والمخرج"، إلى ثورة فقهية تحرر الخطاب الإسلامي من ركام الموروث التاريخي، الذي يتناقض مع روح الإسلام وجوهره، ولا يتناسب مع روح العصر، انطلاقًا من أن جلّ ما في هذا الموروث هو اجتهادات كانت بنت عصرها وبيئتها.
وتزامنًا مع الثورة الفقهية، دعا التل في كتابه الجديد إلى نهضة فكرية، يقودها مفكرون تنويريون، تقدم حلولاً تنويرية لمشكلات الواقع في إطار من التعددية وحرية الاختيار، ونهضة فكرية، وخطاب إسلامي جديد يتبنى مفاهيم العدل، والمساواة، والإنتاج، والتعاون، ويقود إلى عملية نهوض حضاري شامل تستطيع به الأمة مواجهة كل أمراضها الاجتماعية والفكرية وفي طليعتها التعصّب والتكفير.
(بترا)