النسور تجاهل «أردنية» ضحايا «تشابل هيل».. ولا تصريح رسميا لجودة حتى اللحظة

الحكومة اعترفت أو علمت بأن ضحيتي جريمة مدينة تشابل هيل الجامعية في ولاية كارولاينا الشمالية تحملان الجنسية الأردنية بعد نحو 36 ساعة من وقوع الجريمة، والذي سارع إلى تأكيد هذه المعلومة هو دائرة الأحوال المدنية، وهذا يحمل دلالات عديدة ليس من بينها بالضرورة أنهن مواطنات أردنيات أو من رعايا الدولة.
«الخارجية» احتاجت إلى يوم ونصف اليوم، في ظل التطبيقات الذكية، لحسم الأمر فقد أعلن المتحدث الرسمي باسم وزارة الخارجية أشرف الخصاونة أن الفتاتين اللتين قتلتا على يد مسلح أمريكي هما أردنيتا الجنسية. وذلك بعد المتابعة مع السفارة الأردنية في واشنطن ومع دائرة الأحوال المدنية في عمان، وتأكدت أنهما أردنيتا الجنسية، وأن إحداهما تدعى يسرى محمد يوسف أبوصالحة وتبلغ من العمر 21 عاما وشقيقتها رزان البالغة من العمر 19 عاما.
تصريح الخصاونة كان دبلوماسيا ومحايدا فقد أكد أن الوزارة ستتابع مع السلطات الأمريكية تفاصيل القضية وأنها تسعى إلى الحصول على تقارير رسمية حول حيثيات الحادثة.
وزير الخارجية ناصر جودة لم يعقد مؤتمرا صحفيا ولم يجرِ أي اتصالات مع جون كيري وزير الخارجية الأميركي، جودة اكتفى «بتغريدة» على «تويتر» أن ما صدره عنه كان يعبر عن رأيه الشخصي وليس الرسمي، مؤكدا أنه يشعر بالحزن والهلع تجاه الجريمة التي عرفت بجريمة تشابل هيل، وأكد جودة أن الأردن بانتظار نتائج التحقيق بالجريمة. من جانبها قالت السفيرة الأردنية لدى الولايات المتحدة علياء بوران إنها حزينة للغاية للقتل الوحشي، وأعربت عن أملها في أن يعطي الله عائلة الضحايا الصبر والثبات لتجاوز هذه المحنة.
ودخل رئيس مجلس النواب عاطف الطراونة على الخط بتصريحات عنيفة وحازمة حول الجريمة التي قال إنها «لا تقل وحشية عن جرائم الإرهاب». وقال «إننا في مجلس النواب إذ نطالب بتجريم الإرهاب وإدانته وبمقياس واحد، لنستنكر كل فعل إرهابي جبان يستهدف تلك الأرواح». وطالب الطراونة بالتعامل مع مثل جريمة «تشابل هيل» بذات المعيار ومن ذات الزاوية التي ينظر بها الجميع للإرهاب، «كخطر يهددننا جميعاً».
بيان الطراونة كان يتحدث كما لو كانت الضحيتان من بلد آخر يبعد عن الأردن آلاف الأميال، وحتى لا نظلم جودة فقد أكد واعتبر الحادث «يشكل جريمة كراهية».
وأضاف خلال اجتماع مع لجنة الشؤون الخارجية بمجلس النواب أنه «غير مقتنع بأن سبب الحادثة يعود لخلاف على مصاف سيارات».
وقال في رده على استفسارات أعضاء اللجنة عن طبيعة التحقيقات في الحادثة إن وزير الخارجية الأمريكي جون كيري اتصل به وتبادلا العزاء بالضحايا كون الضحيتين أردنيتين وتحملان الجنسية الأمريكية. أي أن كيري هو الذي اتصل وليس جودة ويفهم أن كيري أبلغه بجنسية القناتين.
وأكمل رئيس الوزراء الدكتور عبدالله النسور المشهد الرسمي في تجاهل أردنية الضحيتين بعد أن حمّل في مؤتمر «نحو إستراتيجية شاملة لمحاربة التطرف» ما وصفهم بـ»الإجراميين في بلادنا مسؤولية جريمة تشابل هيل في كارولينا في أمريكا».
وأمعن النسور أكثر بأن عاد بالتاريخ إلى آواخر الخلافة الراشدة ليؤكد ما يقوله الغرب: «إن بذرة التطرف ليست أمرا طارئا بل لها جذور عميقة في التاريخ الإسلامي».
الرئيس الأمريكي باراك أوباما وبعد انتقادات وجهها له الرئيس التركي رجب طيب اردوغان خرج عن صمته بعد 3 أيام من جريمة مقتل 3 طلاب مسلمين على يد الإرهابي هيكس رميا بالرصاص في كارولينا الشمالية. وعزّا الرئيس الأمريكي عائلات الضحايا معلناً في ذات الوقت أن مكتب التحقيقات الاتحادية بدأ تحقيقاً منذ يوم الخميس في الحادثة البشعة.
ودان اوباما ما وصفه القتل “الوحشي” لثلاثة مسلمين في تشابيل هيل في جنوب شرق البلاد، وقال اوباما في بيان للبيت الأبيض “لا احد في الولايات المتحدة يجب أن يكون هدفا لما يشكل في ذاته أو لمظهره أو لطريقة ممارسته إيمانه”.
ومن المتوقع أن يكون أول ظهور للمشتبه به البالغ من العمر46 عاما أمام المحكمة في الأسبوع الأول من شهر آذار المقبل.
إذا الجريمة لم تثر غضبا رسميا أردنيا ولا أميركيا، ولم نسمع إدانات عربية واضحة لهذه الجريمة التي كما حدث مع الهجوم على صحيفة «شارلي ابيدو» في باريس والهجوم الأخير في الدنمارك ومقتل الأقباط في ليبيا.
ليس الغرب وحده هو الانتقائي بل ثمة انتقائية عربية حين يتعلق الأمر بضحايا عرب.

(السبيل 2015-02-18)