محاولة الفهم.. عن بعد

لم نطلع على الاستراتيجية الاميركية لعام 2015، لكن من خلال تعليقات كثيرة قرأناها نستطيع متابعة ما يُنشر عنها:
- فالاستراتيجية تتحدث عن «العدوانية الروسية» ليس في أوكرانيا فقط، وإنما من خلال تحالفاتها في الشرق الأوسط.
- وتتحدث عن علاقات مركبة مع الهند والصين واليابان، بنفس الاحتواء في علاقتها مع الصين، وترك اليابان والهند إلى علاقات ثنائية حميمة.
- اختارت الاستراتيجية مبدأ «إدارة» أخطار الإرهاب في الشرق الأوسط، لكنها تؤكد التزامها بأمن إسرائيل، ورعاية الدولة الفلسطينية ضمن التوازنات التي تتطلبها المرحلة، لكن واشنطن تبحث عن حلفاء جدد يساهمون في استقرار المنطقة، ولا نجد أنها تستبعد علاقات «طبيعية» مع إيران شرط حل «المشكل النووي».. ودون التعرض لتمدّد النفوذ الإيراني على حساب كيانات مستقرة يمكن أن تصل إليها العراق وسوريا واليمن.
وتشير الاستراتيجية إلى ضرورة الحفاظ على شركاء المصالح الأميركية في الخليج النفطي.. مع التنبه الضروري لتكنولوجيا النفط والغاز الذي يجعل من الولايات المتحدة مصدراً للطاقة «النظيفة».
- لم نلاحظ تغيّراً في العلاقات الأميركية – الأوروبية، ولا جديد فيها. وحتى الحلف الأطلسي فلا اضافات عليه، الأمر الذي يمكّن من الحفاظ على استقرار أوكرانيا، فالروس ليسوا ضد علاقات أوكرانية–أوروبية متقدمة، ولكنهم ضد دخول أوكرانيا في تحالف الأطلسي باعتبارها ما تزال، ولو بحكم العادة، جزءاً من «الاتحاد» الذي صار «روسياً» بدل «سوفياتياً».
- لا نظن أن الأردن بالاسم ورد في استراتيجية 2015، لكن بقاء التركيز على «الدولة الفلسطينية»، يمكن اعتباره مصلحة أردنية مقبولة في واشنطن. مثلما أن زخم «وجود الأردن» في الكونغرس وفي الإدارة، وزيادة المساعدات إلى مليار، والاسراع في تزويد الأردن بأنواع من الأسلحة تلكأت واشنطن في قبولها -.. طبعاً بضغط إسرائيلي–، لكنها الآن معنية بإعطائها صفة الاستعجال.
رجل الدولة الأردني لا يمانع أبداً في علاقات مميزة مع الولايات المتحدة. وقد يجد أنها مجدية، إذا بقي الموقف الأميركي من «الدولة الفلسطينية» متماسكاً.. فنحن نعرف أن أوساط التطرف الصهيوني ما يزالون على استعداد لمقارفة تدمير السلطة الوطنية، واغتيال عباس.. كما دمرها شارون، وغيّب ياسر عرفات. ونعرف أن أوساط التطرف هذه لم تجد التشجيع الأميركي الذي أخذه شارون الذي كان لدى بوش الابن: رجل السلام حتى النهاية
(الرأي 2015-02-18)