أفضل بنك في الاردن

المفروض أن مدراء البنوك الأردنية مجموعة من الخبراء المتمرسين الذين لا ينخدعون بسهولة ويصعب ابتزازهم ، لكن الجاري عملياً أن بعضهم يغش نفسه وينشر إعلانات عن كون البنك الذي يديره هو أفضل بنك في الأردن في هذا المجال أو ذاك.
كل البنوك تقريباً حصلت في وقت ما على جائزة أفضل بنك في الأردن. ومع أن مدراء البنوك يدركون اللعبة إلا أنهم يظنون أن الخدعة يمكن أن تنطلي على الجمهور.
إصدار شهادات أفضل بنك تقوم به مجلات مصرفية تصدر في لندن مقابل نشر إعلانات في المجلة ، أي أن هناك صفقة تجارية: المجلة تعطيك جائزة أفضل بنك شريطة أن تنشر فيها إعلاناً عن بنكك يكلف عشرات الآلاف من الدنانير ، أي أن الفوز بالجائزة مدفوع الثمن.
محررو تلك المجلات لا يأتون إلى الاردن ، ولا يقومون بأية دراسة تسمح لهم بإبداء رأي حول جودة هذا البنك أو ذاك ، فالذي يحضر إلى عمان هو مندوب مبيعات مهمته الاتفاق مع مدير بنك أو أكثر بتبادل الجائزة والإعلانات.
تقتضي النزاهة أن يشتمل إعلان البنك المحلي عن الجائزة توضيحاً لثمن الجائزة المدفوع تحت اسم إعلانات ، لكي يدرك القارئ أن الجوائز ليست حقيقية ، وأن البنك المعلن ليس بالضرورة أفضل بنك في الأردن ، بدلالة أن بنوكاً أخرى نشرت إعلانات مشابهة عن الجوائز المزعومة.
مجلات الإعلانات هذه بدأت بإصدار جائزة سنوية واحدة. ولكنها اكتشفت أن بالإمكان إصدار عدة جوائز لعدة بنوك في نفس الوقت بحيث يختلف اسم الجائزة حسب النشاطات المصرفية المختلفة.
البنوك التي تشتري شهادات من جهات لم يعتمدها أحد لإصدار تلك الشهادات ، ليست ساذجة ، ولكنها تظن أن الرأي العام ساذج ، ويمكن أن يصدق أن هذا البنك هو الافضل في خدمة العملاء.
يبقى أن تسليم الجائزة يتم في لندن بموجب حفل استقبال كبير في أحد الفنادق ، يدعى اليه جميع محرري وموظفي المجلة وزوجاتهم وأصدقاؤهم ، على أن يسدد مندوب البنك المحتفل به فاتورة الفندق!!.
انكشف الطابق واتضح أن هذه الجوائز لا تدل على التفوق في أي مجال بل هي محاولة لاستهبال الجمهور.
(الرأي 2015-02-18)