" إرجع يا زمان"
![" إرجع يا زمان" " إرجع يا زمان"](https://s3-eu-west-1.amazonaws.com/static.jbcgroup.com/amd/pictures/35530.jpg)
المدينة نيوز - عندما نسرح في بحر الذكريات نتذكر أيام زمان الجميلة الصافية في بساطة العيش وراحة البال وصفاء النفوس ، كانت الحياة تسير بسلاسة
، حياة تحيط بها الهدوء .. المودة .. المحبة الصادقة بدون مصالح شخصية .. الأخلاق الحميدة .. نتذكر فيها المنازل القديمة و تعامل الجيران مع بعضهم البعض .. بقلوب صافية الجميع كأسرة واحدة ، الصغير اخونا والكبير أبونا وعمنا وخالنا نشعر بسعادة لزيارة العم والخال والأجداد والحنين للأصدقاء القدامي بكل معنى الصداقة بدون مصالح شخصية ، وأيام الدراسة كشريط سينمائي يدور دائما في مخيلة
الجميع للتحدث عن الماضي الجميل بذكرياته الخاصة بكل عفويةوطيبه وصفاء النفوس ومحبة وصدق . بيوت صغيرة كانت مفعمة بالحب والقناعة فعلى الموائد يجلس الجميع وتتعانق القلوب ،الأخوه متحابّون والأسرة بكاملها مجتمعة بعيداً عن المظاهر الخادعة والمنازل بأبوابها المغلقة لا يشارك ساكنها أحد سوى الخدم والصمت الذي يخيم عليها ،
الجميع بالخارج كل في عمله ودراسته وان وجد احد منهم فهومشغول
بأموره الخاصة، أو يجلس الساعات الطوال أمام التلفاز أو الحاسوب منفردا لا يريد الأختلاط بأحد .
كانت أيام زمان جميلة مضت بحلوها نتذكرها أو حزينة بمرها نتناساها فهي بحر من دموع الفرح والأمل والسعادة .. ودموع الحزن والألم ..
كان علينا أن نعبرها بقارب الصبر للمضي قدما للمستقبل والأستفادة من تجاربها نحو الأفضل للحاضر والمستقبل المجهول .
الزمن لا يأتي من لا شي ولا ينبع من فراغ بل جاء اساسا من حركة الكون
المضبوطة ، الكون بمثابة ساعة كونية دقيقة غاية في الدقة متقنة لأنها من صنع الخالق \"عز وجل\" وفكرة الزمان والمكان هما عنصران منفصلان .
فقد توصل أنشتاين في نظريته بخصوص صلة الزمن بعمر الأنسان ( الى
أن الشخص المتحرك حركة بطيئة يشيخ ويكبر قبل الشخص المتحرك حركة سريعة ويتحرك بسرعة ويخترق حاجز الزمن ويعيش خارجه ُ أي
لا يشيخ أبدا . نحن نعلم أن هناك أزمنه بيلوجية بمعنى أن بعض الناس يبدون أصغر كثيرا من عمرهم وأخرين يبدون أكبر مما هو في واقع الأمر.
نحن نعرف أن هناك زمنا نفسيا وهذا الزمن لا يمكن قياسه ُ بطريقة علمية
فكلنا نعرف أننا عندما نكون في أنتظار شيء هام فقد يبدو الوقت طويلا
لا يتحرك وتمر الدقائق كأنها شهرٌ وعلى النقيض عندما تغمرنا السعادة تمر الأيام كما لو كانت لحظات قصيرة جدا .
إن الأنسان هو المسؤول عن تصرفاته وأتخاذ قرارته في كل الأوقات ولا يلقي بالمسؤولية على الزمن عندما يواجه أي مشكلة ويلومه ويعاتبه
لأن الزمان فرصة يجب على الفرد أستغلالها وأستثمارها للوصول للنجاح
وتحقيق الأهداف .
عندما نسمع الأخرين يقولون للزمان أرجع يا زمان .\"وين أيام زمان وأشخاص زمان \" هي مجرد ذكريات وحنين وشوق للماضي .
رجوع الزمان\" فقط كي نتعلم من الماضي ونعيد التفكير بحسابات وقرارات قديمة كان ممكن تغييرُها وتصحيحها فقط .