الحل في زمن التذابح!

تم نشره السبت 21st شباط / فبراير 2015 01:31 صباحاً
الحل في زمن التذابح!
طارق مصاروة

نذهب بكوارثنا العربية إلى مجلس الأمن أو إلى واشنطن (.. ما الفرق؟) فاليمن كليبيا كسوريا والعراق وفلسطين قضايا دولية لا علاقة للعرب بها. وهي تستدعي تدخل أميركا وأوروبا لايجاد حل لها على شرط أن يكون عربياً،.. وعلى شرط أن لا ترابط جيوش أميركية أو أوروبية (الشرط الوطني العراقي والسوري) على البلد العاجز عن حل مشاكله، وعلى العرب العاجزين عنها سواء بسواء!!.
يسأل السائل: يا استاذ انت صحفي ومتابع كيف نخلص من هذه الكارثة؟!. والجواب من تاريخنا لو اننا نفهم التاريخ. وطالما أننا في هذه الأيام الباردة نقرأ طه حسين، ونتابع رفقته للمتنبي ولتاريخ العراق والشام ومصر في القرن الثالث الهجري، فاننا نقف عند الخرمية (بابك الخرمي) التي تلبست الخلافة العباسية واطاحت بهيبتها، ثم ثورة الزنج المعروفة بثورة الزط واستيلائهم على بعض العراق وبعض الحجاز وكل البحرين، ثم ثورة القرامطة.. حتى نهاية القرن.. وهؤلاء كلهم «داعش» في كل حالتها الراهنة ومسمياتها، وكلها تستهدف الامبراطورية العربية.. ثم الدولة العربية بعد أن تجزأت الى اقطاعيات، وقبليات، وخلافات لا تملك من الخلافة إلا اسمها.
نقرأ في كتاب الدكتور طه، ان المتنبي كان شيعياً، ثم وجد ثورة روحه في الكوفة بثورة القرامطة.. فتشيّع وتقرمط.. وطاف بالشام الاخشيدية والبدوية والشيعية (الحمدانيين) وفهم اديانها، فوجد أن خلاصها في واحد: العروبة والعرب.
خلاصة تجربة المتنبي وحياته المضطربة وجدها طه حسين في هذه الأبيات:
وإنما الناس بالملوك وما
تفلح عُرْبٌ ملوكُها عجمُ
لا أدبٌ عندهم ولا حسبٌ
ولا عهودٌ لهم ولا ذممُ
بكل أرضٍ وطئتُها أممٌ
تُرعى بعبد كأنها غنمُ
يستخشن الخزّ حين يلمسه
وكان يبري بظفره القلم.
كان الامير العربي عنده سيف الدولة في حلب (كان متشيعاً) وكان اللخميون في اللاذقية (يقال ان موارنة لبنان منهم) وحين لم يجد لنفسه المكان الذي يستحقه مع «أمراء العرب» حاول ان يجده عند كافور الاخشيدي ونعرف البقية.
حل الكارثة العربية القائمة هي: العروبة.. روح الأمة وعقلها وطريقها. والا فكيف نقبل ايرانية التشيع في العراق ولبنان، وهي التي انجبت الداعشية؟
وكيف نصدق ان علويي سوريا (وتركيا) هم شيعة ولا يوجد في كل جبال العلويين مسجد واحد غير المسجد الذي اقامه حافظ الأسد لقبر أمه في القرداحة؟ وكيف تصبح الزيدية اليمنية بعض الشيعة وزيد انشق على الدعوة قبل الف سنة؟.
وكيف نقبل ان يصبح أهل السُنّة طائفة وهم أهل الاسلام بفطرته؟!
ونعود الى شعر المتنبي:
وانما الناس بالملوك وما
تفلح عُرْبٌ ملوكها عجم!! 

(الرأي 2015-02-21)



مواضيع ساخنة اخرى
الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية
" الصحة " :  97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم " الصحة " : 97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم
الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع
3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار 3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار
الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن
العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا
" الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار " الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار
العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا
الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي
بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان
عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي
إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن
تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام
ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي
الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة
الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات