فيصل الفايز: الملك هو القدوة في التواصل مع شعبه
المدينة نيوز - قال النائب الأول لرئيس مجلس الأعيان فيصل عاكف الفايز ان جلالة الملك عبد الله الثاني هو القدوة في التواصل مع شعبه مشيرا الى المبادرة الملكية المتمثلة بالأوراق النقاشية التي توجهت مباشرة للمواطن وهدفت إلى خلق حوار متواصل يتيح الفرص الأكبر للشباب للتأثير في مستقبل الدولة الأردنية ويحقق تطلعات الجميع.
واعتبر الفايز في مقابلة مع مراسل وكالة الانباء الأردنية (بترا) خلال مشاركته الاحد متحدثاً بأولى جلسات المنتدى الدولي للاتصال الحكومي 2015 في الشارقة، أن هذه الأوراق النقاشية وضمن منظومة الإصلاح السياسي والاقتصادي الشامل في المملكة، تعد أهم وأبرز ما يرسم مستقبل الاصلاح في المملكة، متسائلا حول موقف بعض مؤسسات المجتمع المدني والأحزاب التي لم تناقش هذه الأوراق حتى اللحظة وقال: لماذا لم يناقش حزب جبهة العمل الإسلامي هذه الأوراق؟.
وشدد على ان جلالة الملك تحدث في الأوراق النقاشية عن مواضيع متعددة تشمل جميع مناحي الإصلاح السياسي، ومن ابزرها موضوعات الفصل بين السلطات وتقوية السلطات وعدم التغول من سلطة على أخرى، معتبرا ان هذه الأوراق عندما تأتي من رأس الدولة فهذا بحد ذاته هو إصلاح سياسي وتقدم نحو الديمقراطية.
وعن دور مجلس الأعيان في الأوراق النقاشية، قال الفايز إن الجانب التشريعي مهم للغاية، فهناك تعديلات جوهرية شهدتها التشريعات، وهذه المسؤولية ملقاة على عاتق مجلس الأمة بشقيه النواب والأعيان، مؤكدا أن جلالة الملك تحدث في الأوراق النقاشية عن تفعيل دور الاعلام ودعوة الشباب للمشاركة في الحياة السياسية والحزبية والحياة العامة، كما حث جلالته على المواطنة الفاعلة والعدالة و المساواة والنزاهة واستقلال القضاء وقبول الآخر، وفي جوانب أخرى تحدث جلالته عن تشكيل الحكومات البرلمانية وتحدث عن الملكية الدستورية، ودعا الجميع الى مناقشة هذه الأوراق للاتفاق على الإصلاح الذي يليق بمستقبل بلدنا والنابع من قناعاتنا كأردنيين.
وبسؤاله عن الإصلاحات الملموسة للمواطن الأردني، قال إذا نظرت الى التعديلات الدستورية وعندما عدلت 42 مادة من الدستور كانت الناس وقتذاك تطالب بدستور 1952 ورجعنا إلى دستور 52 وحسنا على مواد كثيرة، في موضوعات تتعلق بالفصل بين السلطات وتقوية السلطة القضائية وتقوية السلطة التشريعية والحد من تغول السلطة التنفيذية.
وتابع الفايز أن الناس طالبت بمحكمة دستورية، وأقيمت المحكمة الدستورية، وطالبت بهيئة مستقلة للانتخاب، وأقيمت الهيئة المستقلة للانتخاب موضحا ان الكثير من التشريعات التي مررها البرلمان الأردني السادس عشر الذي كنا رئيسه، ولدينا إجراءات في طريق الإصلاحات لكن الطريق طويلة ولا يمكن للإصلاح أن يأتي الا بالتدريج.
وفي سؤال آخر، حول مواجهة الفكر المتطرف، أكد ، ان استعمال القوة العسكرية ضد داعش وضد النصرة وجميع القوى الظلامية والتكفيرية هو حل آني على المدى القصير مشددا على ان الحل على المدى المتوسط والطويل يكون في مجابهة هذا الفكر الظلامي بشكل شامل.
وقال الفايز إن مسؤولية مواجهة الفكر المتطرف الذي تمثل في جماعات وعصابات مجرمة مثل "داعش" تقع على عاتق جميع أبناء الأردن وهي مسؤولية تبدأ من البيت والمدرسة والجامع والجامعة لنبذ هذا الفكر الظلامي والقضاء عليه والحفاظ على الصورة الحقيقية للدين.
واعتبر الفايز أن الفئة العمرية بين 7 أعوام و18 عاما هي الأكثر خطورة والتي من حقها على المجتمع ان يتوجه اليها بالفكر المستنير والإسلام المعتدل وعدم تركها للتعرض لأوهام الأفكار المتطرفة وغير السوية.
وحث جميع مؤسسات الدولة والمجتمع المدني وبخاصة المؤسسات التعليمية في المراحل الأولى على مراقبة الأفكار التي يزود بها الجيل الجديد الذي تقع على عاتقه مسؤولية مواصلة مسيرة البناء والتنمية في المملكة وينتظر منه أن يكون حاملا لراية الإنجاز والعطاء.
ودعا إلى وجود رقابة على الجهاز التعليمي محذرا من أن يحمل المعلم هذا الفكر المتطرف وينقله الى طلابه في المدرسة في حين يجب عليه نقل الفكر المستنير ومبادئ الإسلام الصحيحة في المدرسة او الجامعة.
واعتبر الفايز ان موضوع المنتدى يصب في مصلحة خلق حالة صحية وناضجة من التواصل الفعال، الذي يفسح المجال رحبا للأفكار البناءة وللنقاش الفكري المنفتح الحر، الذي يناقض ما تبنى عليه الأفكار الظلامية الهدامة والمتطرفة التي باتت تهدد المجتمعات بشكل غير مسبوق.
وقال إن المسؤولية تقع اليوم أكثر من أي وقت مضى على عاتق علماء الدين وقادة الفكر وقادة العمل السياسي في مواجهة هذا التطرف، وتبيان مخاطرة للأجيال والحذير من شروره من أجل التمكن من تداركها على مستوى مجتمعي تشاركي.
وأضاف أنه عرض في مشاركته بأولى جلسات الدورة الرابعة للمنتدى الدولي للاتصال الحكومي 2015 التي أقيمت بعنوان "الاتصال الحكومي وملامح المستقبل" لأبرز منجزات الإصلاح السياسي والاقتصادي في الأردن والتي تجسدت من خلال التواصل الفاعل بين القيادة والمواطن، بشكل يعكس أن أولى خطوات الإصلاح تتمثل في استدامة هذا التواصل الذي يقيس مدى الحاجة للتقدم ويرسم ملامح التشارك في هذا الإصلاح.
وأشار الفايز ،الى حديثه في الجلسة التي حضرها سمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى بدولة الامارات حاكم الشارقة، وعدد من رؤساء الدول والحكومات السابقين والحاليين، عن ضرورة ان يفضي التواصل الحكومي الى بناء الثقة، وتعريف مشترك للحقيقة حول كثير من القضايا والمعلومات التي يطلبها الجمهور من الدولة، ويريدون معرفتها بشكل يواكب سرعة ثورة التواصل في المعلومات في وقتنا الحاضر.
وتحدث الفايز في الجلسة التي ادارها الإعلامي جيرمي بوين، محرر شؤون الشرق الأوسط في هيئة الإذاعة البريطانية (بي بي سي)، في وصف حالة الاتصال الحكومي في زمن تكنولوجيا المعلومات مؤكدا أن التواصل ما قبل ثروة المعلومات والاتصالات وما بعده حالة مختلفة تماماً، فبالأمس كان هناك قنوات رسمية فقط تسيطر عليها الحكومات، وبالتالي كانت تسيطر على الرسائل وبأسلوب موجه من مرسل إلى متلق، أما اليوم أصبحت الحكومات متلقية أيضاً وأصبح العديد من وسائل الإعلام والشعوب مرسلة مؤثرة.
وقال إن وجود العديد من الرسائل المغلوطة أو السلبية التي تبث من وسائل إعلامية أو أفراد فقد أدى ذلك لانتشار عدم الثقة بالرواية الحكومية وهو الأمر الذي دفع بالعديد من الحكومات للبحث عن الطرق والوسائل الأمثل لرفع مستوى الثقة بين الطرفين.
وحول بناء الثقة بين الطرفين قال عندما قام الشباب بقيادة ما عرف بالربيع العربي، كان الهدف نبيلا ولكن ما وصلت إليه كان حالة من الفوضى والانفلات والحروب الأهلية نتيجة لعدة أسباب منها غياب الثقافة الديموقراطية في العالم العربي، وضعف بعض الأحزاب التي وصلت إلى السلطة، والفكر الطائفي والإيديولوجي الذي ظهر بقوة في الفترة الأخيرة.
وحول تأثر العالم بالتطور التكنولوجي وضرورة تبني الشفافية والمصداقية في الخطاب الحكومي قال العالم ليس قرية صغيرة بل غرفة صغيرة، والإنترنت أصبحت أهم وسيلة اتصال في العالم. إن ويكيليكس ظهر نتيجة لظهور الانترنت، والمعلومات التي كانت حكراً على الأفراد من جهات سيادية فيما سبق لم تعد كذلك اليوم، فلا مكان لإخفاء الحقائق في هذا العصر، بالتالي فإن التواصل الأمثل مع الجمهور يجب أن يتبنى مبادئ الشفافية والصدقية وحرية الإعلام وتفعيل المسائلة القانونية وأخيراً التواصل المباشر بين المسؤول والمواطن.
يشار الى ان الجلسة الأولى التي شارك بها الفايز، تحدث فيها كل من رئيس وزراء البرتغال الأسبق خوسيه مانويل باروسو ، والرئيس السابق للمفوضية الأوروبية، ونائب القائد الأعلى السابق لقوات حلف الناتو في أوروبا الجنرال سير ريتشارد شيريف .بترا