عبقرية مختار شرق أوسطي..
المدينة نيوز - تناولت عدد من الفضائيات الغربية خبراً طريفاً مفاده أن مختار قرية عربية نامية أوْلم لأبناء قريته وليمة مهيبة، بمناسبة مرور خمسة وعشرين عاماً على تقلّده منصب "المخترة " والتجديد السنوي له "بالتزكية " وبدون نسبة التسعات الثلاث المعروفة في دول العالم الثالث، ودعا إلى الوليمة وكالات أنباء وفضائيات عربية وأجنبية ومندوبي الصحف المحلية، وعدد كبير من مخاتير ووجهاء القرى المجاورة والبعيدة.. ووقف خطيباً بالحضور قائلاً: "نحن فخورون بكل الإنجازات التي تحققت في قريتنا عبر مسيرة تنموية نافت على خمس وعشرين سنة، وأننا برغم المديونية الضخمة – قياساً بحجم القرية- التي نرزح تحتها، إلاّ أننا سعداء بما حققنا، وسنواصل عملية التنمية والتطوير دون كلل، ونتطلع إلى ترجمة خطاباتنا السنوية والشهرية والأسبوعية واليومية إلى برامج ومبادرات وخطط نعمل على تنفيذها.. "
ثم استعرض محاور الخطة التنموية للقرية للسنة القادمة، التي تضمنت عددا من المهام الحيوية، تناولت: تحديث أسلوب معيشة أبناء القرية، وترميم شبكة الصرف الصحي المهترئة، وترميم الطبقة الوسطى الآخذة بالتآكل، ورفع نسبة الانتاج الحيواني والنباتي، وخفض الضرائب على الأغنياء وإلغائها عن الفقراء، وتجذير العمل السياسي العام من خلال تشجيع تلامذة المدارس على ممارسة مختلف أشكال العمل التطوعي والانخراط في الأحزاب الاجتماعية والسياسية، وخفض معدلات القبول في الجامعات الرسمية، والحث على التحلي بالشجاعة الكافية للمطالبة بالحقوق ومكافحة الفساد وتقديم الشكاوى والتظلمات على مسؤولي القرية بدءاً من مسؤول النظافة العامة في البلدية وحتى رئيسها دون خوف..!!
وفي الأسبوع التالي للحدث، خرجت الصحف الرئيسية والفضائيات بعناوين ومانشيتات عريضة ملفتة تشيد ببطولات المختار، وتقول بأنه استطاع عبر ربع قرن من العمل الشاق إحداث معجزة حقيقية في القرية، بوّأتها مكانة متقدمة اقتصادياً وسياسياً واجتماعياً بين مجموعة القرى التي تنتمي إلى إقليمها الشرق أوسطي بعد أن كانت في المراتب الأخيرة.. وأن هذه العبقرية التي تفتق عنها عقل المختار كانت مدفوعة بفكر خارج على المألوف في الإقليم.. مما مكّن من إحراز هذا النجاح الملفت..!! لكن أحداً لم يسأل نفسه لماذا كان رئيس البلدية، وهو الشخص الثاني في القرية والمنتخب الوحيد فيها، رافضاً الاعتراف بالمعجزة التي تحققت رغم وجوده على رأس المدعوين لوليمة المختار ويقف جسداً إلى جانبه..!!
