لماذا اليمن؟

تم نشره الخميس 26 شباط / فبراير 2015 01:58 صباحاً
لماذا اليمن؟
طارق مصاروة

لماذا يتنبه وزير الخارجية الأميركي فجأة إلى أن إيران مسؤولة عن الاطاحة بالحكومة اليمنية؟
لماذا لم يتنبه الى أن سوريا صارت ولاية إيرانية لا تحتاج إلى الأسد لحكمها، وإنما لأن إيران حوَّلت التجمعات السُنيّة في حمص وحلب والغوطة وحوران إلى خرائب، هجرها أهلها – 10 ملايين – إلى الداخل السوري أو إلى دول الجوار؟
ولماذا لم يتنبه إلى أن إدارة الديمقراطيين اكملت ما بدأته إدارة الجمهوريين في تقديم العراق على طبق من فضة للنفوذ الإيراني. وأن داعش التي تجمع واشنطن حلفاء من 60 دولة لمحاربتها، هي خليقة «الديمقراطية الأميركية» التي اعطت لتطرف الميليشيات الشيعية كل أسباب تكوين داعش في العراق كما في سوريا.. والسبب واحد؟!
ولماذا لم يتنبه الوزير كيري إلى ليبيا التي تم فيها تدمير الدولة، الأمر الذي اتاح لكل نخّاسي السياسة في هذه المنطقة لاجتراح ميليشيات مسلحة تقتسم ليبيا، وتتحارب للسيطرة على نفطها؟!
أسئلة ليست جديدة، وأخرى كثيرة وخطيرة، توجهها هذه المنطقة للإدارة الأميركية، في جو محموم تملأه الشكوك والتحسبات، والأمل في أن تمسح واشنطن الدم عن يديها، وتضع يداً حانية رحيمة على أطفال يجوعون بالملايين، ويعرون، ويأكلهم البرد والرعب.
لا يكفي أن يقتصر كلام وزير الخارجية الأميركية عن سياسات إيران في اليمن، فاليمن قد تكون أفضل حالاً من شقيقاتها المنكوبة، ذلك أن شجاعة النزول إلى الشارع ما تزال متاحة، وذلك أن عصبية القبيلة ما تزال بعيدة عن الاختراق.
ربما أن تمحك الوزير كيري بإيران في جزئية إنما هو تمحك يرضي وقد يرضي دول الخليج العربية وهذه أسوأ السياسات، فدول الخليج ليست مرعوبة مما يجري في اليمن، ولا تقف على رجل واحدة بانتظار توقيع اتفاقية الدول الكبرى مع إيران للجم قنبلتها النووية، فدول الخليج يهمها الإبقاء على هياكل الكيانات العربية الوطنية وسلامها الاجتماعي، فالسياسة الإيرانية لم تفعل شيئاً غير خلق حروب مذهبية تدمر العرب، باسم قضايا التحرّر العربي وتخليص فلسطين من الاحتلال ولعل هذه السياسة هي التي ترضي الولايات المتحدة وإسرائيل، فمؤامرة سايكس – بيكو جزأت العرب.. ولكنها ابقت على رؤوسهم فوق الماء!!. والمطلوب إغراقهم وتحويل هذه المنطقة إلى: نفط، وسوق استهلاكية حجمها يصل إلى 280 مستهلكاً، ودولة يهود تضع القواعد «للمكونات» المتعايشة تحت نير الاحتلال أو التلويح به!

(الرأي 2015-02-26)



مواضيع ساخنة اخرى
الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية
" الصحة " :  97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم " الصحة " : 97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم
الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع
3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار 3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار
الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن
العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا
" الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار " الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار
العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا
الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي
بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان
عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي
إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن
تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام
ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي
الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة
الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات