إبادة الشعب السوري.. قرار دولي غير معلن!

تضيع قضية الشعب السوري بين الأحداث المتلاحقة حيث تغطي علىها «زمجرة» غارات الطيران وتخطف عنها الأنظار تمثيليات داعش الكبرى.. ذبحا على الشواطئ وحرقا في أقفاص الحديد.
وبينما تتوالى الأخبار من داخل سورية وسجونها عن عمليات إبادة ممهنجة للشعب السوري يتجاهل العالم اللاجئين السوريين وهم مدفونون وسط طوفان الثلوج، مات منهم من مات وفقد منهم من فقد.
وبينما تتواصل المجزرة الكبرى التي يقترفها النظام بحق الشعب، قتلا بالبراميل المتفجرة والكيماوي وذبحا وتدميرا للبيوت انعقدت مؤتمرات دولية وإقليمية عدة. وأيا كانت نتائج تلك المؤتمرات فإن الحقيقة الراسخة على أرض سورية اليوم تنطق بأن المجتمع الدولي بقيادة الولايات المتحدة وأوروبا والأمم المتحدة، ومن طرف آخر روسيا والصين؛ متفقون على إنهاك الشعب السوري وإضعافه حتى يصبح جثة هامدة، لأنهم يعلمون بزوال نظام طاغية سورية إن آجلا او عاجلا، ولا يريدون زواله إلا وقد ترك سورية محطمة، مديونة، ومملوءة بالحقد والغضب والشحن الطائفي، والثأر الاجتماعي حتى تشتعل احتراباً وتمزقاً بعد سقوط النظام، فيسهل قيادها وتمرير المشاريع الدولية التي تريدها أمريكا وروسيا وأوروبا وفي القلب منهم الكيان الصهيوني.
لقد تعددت المبادرات والمؤتمرات منذ تفجر الأزمة السورية (مارس 2011)، ففي البداية كانت «المبادرة العربية» التي لم تقدم شيئا للشعب السوري غير أنها منحت النظام المجرم وقتا إضافيا للإجهاز على الثورة ؛ فتم إباحة استخدامه الأسلحة الثقيلة ضد الشعب لكن الشعب صمد صمودا تاريخيا.
ثم جاءت مبادرة المبعوث الدولي/ العربي «كوفي عنان»، فكانت إيذاناً بحرب حرق المدن والأراضي، ومنحت النظام فرصة أكثر من كافية، لكنه فشل في تركيع إرادة الشعب السوري، رغم سقوط آلاف القتلى الجرحى والمشردين وتدمير عشرات المدن وفق إستراتيجية الأرض المحروقة، وتحولت سورية إلى أكوام من الرماد وظن المجتمع الدولي أنه بات على الشعب السوري أن يوافق على سيناريو إعطاء «بشار» فرصة المشاركة في حكم سورية، وضمان مصالح أمريكا وروسيا و«إسرائيل» في المنطقة.
ثم طرحوا تشكيل حكومة وطنية يرأسها «مناف طلاس»؛ تمثل الوجه الاخر لنظام بشار قطعا للطريق على أي حكومة لا تضمن مصالح أمريكا وروسيا و«إسرائيل»، لكن صمود الشعب أفشل المخطط، ثم جاء «جنيف 1» وتلاه «جنيف 2» ولم نعد نرتجي من تلك المؤتمرات حلا يمكن الشعب السوري من حكم نفسه واختيار نظامه دون املاءات، فقد بات مؤكدا أن كل المؤتمرات والمبادرات تحمل في مكنونها خططا للتمكين الدولي الاستعماري من سورية وإن كان ظاهرها حل القضية، لكن مرة أخرى فإن صمود الشعب السوري واعتماده على الله سبحانه وتعالى ثم على دعم الجماهير العربية والمسلمة في كل مكان سيشق الطريق –بإذن الله تعالى– نحو تحرير الوطن من النظام المجرم وأعوانه وسيقطع الطريق على الأطماع الدولية الاستعمارية.
(السبيل 2015-02-28)