واشنطن تريد “اتفاقا جيدا” مع ايران يحظى بموافقة المجتمع الدولي
المدينة نيوز : صرح وزير الخارجية الامريكي الاربعاء في ختام ثلاثة ايام من المفاوضات النووية مع نظيره الايراني محمد جواد ظريف في سويسرا، ان الاتفاق النهائي حول برنامج ايران النووي يجب ان يكون “جيدا” ويحظى بموافقة المجتمع الدولي.
وقال كيري للصحافيين في مونترو السويسرية “الهدف ليس التوصل الى اي اتفاق، وانما التوصل الى اتفاق جيد يمكن ان ينجح امام تدقيق” المجتمع الدولي.
واضاف “منذ البداية هذه المفاوضات صعبة وكثيفة وما زالت، لكننا احرزنا تقدما ويجب القيام بخيارات مهمة”.
وتوقع كيري “حصول تدقيق في هذا الاتفاق من خبراء في جميع انحاء العالم، تدقيقا من قبل الحكومات الاخرى … تدقيقا من الكونغرس في الولايات المتحدة، وتدقيقا من البلدان المعنية في المنطقة”.
ونبه وزير الخارجية الاميركي ايضا الى “ان عوامل خارجية وسياسية لن تشتت تركيزنا في هذه المفاوضات، وسنواصل الاعتماد على خبرائنا”، في رد على انتقادات رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتانياهو في واشنطن من دون ان يذكره بالاسم.
واضاف “في ما يتعلق بكل الاعتراضات التي ابدتها بلدان على الانشطة الايرانية في المنطقة … تقضي الخطوة الاولى بمنع ايران من التوصل الى سلاح نووي. ومن دون اتفاق ستتمكن ايران من المضي قدما في برنامجها النووي، ونحن متأكدون من ذلك”.
لكن لا يزال هناك “تحديات صعبة” يتوجب حلها قبل نهاية المهلة المحددة في 31 اذار/مارس للتوصل الى اتفاق على ما قال مسؤول اميركي كبير، مؤكدا “اننا نعمل بكل طاقتنا” لبلوغ الهدف.
واضاف المسؤول طالبا عدم الكشف عن اسمه “كما في مكعب روبيك (…) فان لم يتم وضع كل قطعة في مكانها لا يقبل اي شيء حتى يصبح كل شيء مقبولا”.
ويعلم المسؤولون الاميركيون تماما “ان العالم اجمع سيتفحص كل سطر وكل كلمة” في هذا الاتفاق المفترض ان يتم التوصل اليه بحلول 31 اذار/مارس.
سيجري كيري السبت محادثات في باريس مع نظرائه الفرنسي والالماني والبريطاني تتطرق الى البرنامج النووي الايراني، على ان تعقد المحادثات الثنائية المقبلة بين الاميركيين والايرانيين في 15 اذار/مارس “على الارجح في جنيف” كما قال المسؤول.
ويفترض ان تفضي هذه المحادثات الى تسوية سياسية بحلول نهاية هذا الشهر، ثم الى نص تقني كامل بحلول 30 حزيران/يونيو-الاول من تموز/يوليو يضمن الطبيعة السلمية والمدنية البحتة للبرنامج النووي الايراني مقابل رفع العقوبات الدولية.
ومن المقرر ان يلتقي المدراء السياسيون للدول الكبرى في مجموعة 5+1 (الولايات المتحدة، فرنسا، الصين، روسيا، بريطانيا والمانيا) وايران مجددا الخميس في مونترو لاستعراض الايام الثلاثة من المفاوضات التي جرت تحت اشراف كيري وظريف.
ولليوم الثالث على التوالي التقى كيري وظريف طيلة الفترة الصباحية في فندق فخم في مونترو على ضفاف بحيرة ليمان.
وينتظر وصول كيري بعد ظهر الاربعاء الى الرياض.
وفي خطاب حاد امام الكونغرس الاميركي في واشنطن الثلاثاء دعا رئيس الوزراء الاسرائيلي الادارة الاميركية الى وقف المحادثات محذرا من انها “لن تمنع ايران من امتلاك القنبلة الذرية، وانما تمهد طريقها” امام ذلك.
وشدد على ان الاتفاق المطروح سيترك قدرات ايران النووية على حالها وسيطلق “سباق تسلح نووي في الشرق الاوسط”.
لكن الرئيس الاميركي باراك اوباما الذي لم يستقبل نتانياهو خلال زيارته الى واشنطن، سارع للقول ان نتانياهو “لم يقدم بديلا قابلا للتطبيق”.
وقال اوباما “لم نتوصل الى اتفاق بعد. لكن اذا نجحنا فسيكون ذلك افضل اتفاق ممكن مع ايران لمنعها من امتلاك سلاح نووي”.
واعتبر الرئيس الايراني حسن روحاني من جهته الاربعاء ان اسرائيل “تشكل الخطر الاكبر على المنطقة”.
وقال “ان هذا الكيان الارهابي الاكثر اجراما يتحدث اليوم عن السلام والاخطار المستقبلية، في حين انه يشكل الخطر الاكبر على المنطقة”، متهما اسرائيل “بتخزين عدد كبير” من القنابل الذرية وبرفض السماح للوكالة الدولية للطاقة الذرية بتفتيش “منشآتها النووية”.
كما نددت الخارجية الايرانية ب”استمرار اكاذيب نتانياهو التي تتكرر واصبحت مملة حول الاهداف والنوايا خلف برنامج ايران النووي السلمي”.
وصرحت المتحدثة باسم الخارجية الايرانية مرضية افخم اليوم انه من المبكر جدا “الحكم على نتائج هذه السلسلة من المفاوضات”، موضحة ان المفاوضين امامهم الوقت حتى نهاية حزيران/يونيو للتوصل الى اتفاق شامل.
وقالت افخم “ان موعد نهاية اذار/مارس هذا ما قرره المفاوضون في ما بينهم (…) لكن استمرار المفاوضات مقرر حتى نهاية حزيران/يونيو”.
واوضحت ان “جميع المسائل التقنية والسياسية والقانونية موضع بحث حاليا”، مضيفة “في اطار المفاوضات السياسية هناك مسالة العقوبات” الغربية التي تطالب ايران برفعها بالكامل.
لكن التقارب المتزايد بين الولايات المتحدة وايران بعد اكثر من ثلاثة عقود من القطيعة لا يثير قلق اسرائيل فقط وانما حلفاء واشنطن في الخليج الذين يخشون سعي ايران لتوسيع نفوذها في الشرق الاوسط.
وفي الرياض سيلتقي كيري وزراء خارجية دول مجلس التعاون الخليجي والعاهل السعودي الملك سلمان في محاولة لتبديد قلقهم حيال المفاوضات مع ايران.
والتهديد المتزايد الذي يشكله تنظيم الدولة الاسلامية الذي يسيطر على مناطق شاسعة في العراق وسوريا، ادى الى تعقيد المشهد السياسي في المنطقة حيث ان ايران الشيعية تقوم بدور متزايد في محاربة الجهاديين السنة.
وفي اعتراف قلما يحصل، اعلن رئيس اركان الجيوش الاميركية الجنرال مارتن ديمبسي الثلاثاء ان دور ايران في الهجوم الذي تشنه القوات العراقية لاستعادة مدينة تكريت من تنظيم الدولة الاسلامية يمكن ان يكون “ايجابيا” اذا لم يؤد الى توترات طائفية مع السنة.
وبحسب وسائل اعلام ايرانية، فان اللواء قاسم سليماني قائد “فيلق القدس″ في الحرس الثوري، موجود في محافظة صلاح الدين وعاصمتها تكريت لتنسيق الهجوم الذي تشنه القوات العراقية.
ولفت الجنرال ديمبسي الى ان ثلث القوات المشاركة في عملية تكريت هي من الفرقة الخامسة في الجيش العراقي والثلثين الباقيين من قوات الحشد الشعبي وهي ميليشيات شيعية مدعومة من ايران.
وتشارك السعودية ودول اخرى كبرى في الخليج في التحالف الدولي الذي يضم 60 دولة وتقوده واشنطن لقتال تنظيم الدولة الاسلامية وقد شنت غارات جوية ضد الجهاديين في سوريا.
لكن مسؤولين اميركيين يؤكدون انه حتى اذا تم التوصل الى اتفاق مع ايران فهذا لا يعني غض الطرف عن انشطتها.
واعلن مسؤول كبير في الخارجية الاميركية الثلاثاء في مونترو ان واشنطن ستواصل “التصدي بحزم” لاي محاولة من ايران لتوسيع نفوذها في منطقة الشرق الاوسط حتى وان تم التوصل الى اتفاق حول الملف النووي.