ورشة عمل "مجتمع جامعي خالي من العنف" في جامعة البترا

المدينة نيوز - أشارت ورشة عمل "مجتمع جامعي خالي من العنف" والتي عقدت في جامعة البترا بالتعاون مع المجلس الأعلى للشباب إلى أن الرأي الشائع لدى العامة ووسائل الإعلام والإعلامين من أن "التعصب القبلي" هو أهم أسباب العنف في الجامعات يعتبر رأيًا خاطئًا، حيث اثبت الدراسات أنه يعتبر عنصرًا ثانويًا.
وبين المحاضرون أن العلاج الفعلي لمشكلة العنف الجامعي، يتطلب اشراك الشباب في توضيح مفهوم العنف وتحديد أسبابه وطرح الحلول المناسبة، وأشار عميد شؤون الطلبة في جامعة البترا الدكتور محمد الكساسبة إلى أن العنف يتصل بمجموعة كبيرة من المتغيرات والمفاهيم المرتبطة بالتنشئة الاجتماعية والظروف الاقتصادية، وعقلية الحوار، بالإضافة إلى العدل والمساواة، قائلا "نحتاج إلى ترسيخ قيم الحوار والعدل، التي يرتكز عليها احترام الراي الآخر".
وقال الكساسبة إن "الأردن دولة مؤسسات تسعى إلى ترسيخ ثقافة العدل واحترام الرأي الآخر، وبداخله تعمل الجامعات والمؤسسات التربوية على ترسيخ هذه الثقافة"، مضيفًا "رغم أن حالات العنف الجامعي قليلة لدينا فإنه من الواجب العمل على ضبطها وتقليل نسبتها ".
واستعرض مدير التوجيه الوطني سالم الحراحشة نتائج دراسات وطنية أجريت في مختلف الجامعات شمل بعضها عينة مكونة من 60 ألف طالبًا وطالبة من مختلف الجامعات الأردنية، مؤكدًا أن نتائج الدراسات أوضحت أن "التعصب" كان من ضمن الأسباب التي أدت إلى 2% من مشاكل العنف في الجامعات.
ونبه الحراحشة إلى أن مفهوم التعصب يشمل التعصب الديني والسياسي والإقليمي بالإضافة إلى التعصب القبلي، مضيفًا "كان التعصب القبلي سببًا ثانويًا، يأتي بعد دخول الأطراف في حالة العنف، مما يدفع أقربائهم إلى المشاركة فيها".
وقال الحراحشة إن النسب المتدنية لدور التعصب القبلي في ظاهرة العنف الجامعي، يؤكد خطأ الرأي السائد لدى بعض الإعلاميين ووسائل الإعلام من أن التعصب القبلي هو أهم أسباب العنف الجامعي.
وأدار الدكتور محمد جرادات من المجلس الأعلى للإعلام ورشة نقاشية لطلبة جامعة البترا، تهدف إلى تحديد مفهوم العنف وأسبابه والخروج من خلال الطلاب أنفسهم بحلول مقترحة.
وقال جرادات "يطرح المنظرون تصوراتهم لمشكلة العنف الجامعي دون اشراك الشباب"، وأضاف "ماذا لو كان مفهوم العنف لدى الطلبة يختلف عما يدرسه المنظرون، إن الأمر يتطلب الوصول إلى تفكير الطلبة وتحديد مفهوم العنف في عقليتهم، ثم تأطير ذلك بدراسات تحليلية وطرح الحلول عبر توجيه تفكيرهم الشباب بالاتجاه الصحيح".