القمة العربية امام التحديات الاسرائيلية

تم نشره الأربعاء 03rd آذار / مارس 2010 05:40 مساءً
القمة العربية امام التحديات الاسرائيلية
عبدالرحيم غنام

المدينة نيوز - على الرغم من قدسية مدينة القدس عامة والمسجد الأقصى خاصة لدى المسلمين والمسيحيين في الوطن العربي والعالم  فالمسجد الأقصى اولى القبلتين وثالث الحرمين وللمسجد الأقصى مكانته لدى الأديان جميعا ، ونظرا لأهميته والحرص على صيانته نشبت حروب عدة منذ فجر التاريخ من اجل السيطرة على فلسطين وفي مقدمتها القدس ، وعلى الرغم من ذلك لاتقيم اسرائيل الصهيونية وزنا لهذه الأهمية والقداسة لدى المسلمين والمسحيين ليس في فلسطين والمنطقة العربية فحسب بل في العالم اجمع وتصر قياداتها على الاستهانة بهذه القدسية ، ذلك أن الحرَم الثالث الذي يكابد أصلاً وطأة الاحتلال كما كنيسة المهد، يتعرض في استمرار الى استهانات من جانب الصهاينة· والذي حدث يوم الأحد الماضي (28/2/2010) الذي صادف مناسبة دينية يهودية تحمل تسمية تعكس واقع الحال وهي عيد المساخر أو بالتسمية اليهودية عيد <البوريم>، يشكِّل ذروة الاستهانة من جانب جماعات يهودية مدفوعة من حكومة نتنياهو لإحياء الاحتفال المسْخَرة في باحة الحرَم الثالث· 000حكومة نتنياهو الغنصرية الدينية اليمينية المتطرفة وجدت في احتفال بضعة العشرات من اليهود اليمينيين فرصة لمحاصرة المسجد الأقصى واغلاق ابوابه في وجه المصلين الفلسطينيين وهي تهدف بذلك خلق توتر ومواجهات مع ابناء مدينة القدس الشرقية والفلسطينيين من زوار المسجد الأقصى تحديدا ، وذلك بحجة تأمين الراحة للمحتفلين وهم بضعة مئات من  اليهود، فإن قوات الاحتلال الاسرائيلي اقتحمت الباحة وضربت أطواقاً لحماية المحتفِلين من حجارة الفلسطينيين المحتجين، ثم أغلقت باب المسجد بالسلاسل على عشرات الفلسطينيين المصلين ومنعت في الوقت نفسه الآتين للصلاة من الدخول·

خطورة هذه الواقعة أنها حلقة في سلسلة امتهانات سبقها قرار حكومة نتنياهو بضم الحرم الإبراهيمي ومسجد <بلال بن رباح> الى قائمة <التراث اليهودي> مع التأكيد على أن القائمة لم تكتمل بما يعني أن هنالك مقدّسات إسلامية كثيرة برسم الضم· كما أن الواقعة جاءت عقب الاعلان عن مشروع استيطاني جديد لبناء ستمائة وحدة سكنية في القدس· وعندما تحدث هذه الامتهانات في هذه الفترة التي سينعقد خلالها مؤتمر القمة العربية في العاصمة الليبية اخر هذا الشهر تدل على اصرار اسرائيل على توجيه لطمة جديدة ومؤثرة للعرب جميعا وكأن حكومة نتنياهو تتحدى اصحاب القرار العربي والاسلامي في قمة طرابلس وهي على ثقة تامة ان الزعماء العرب اللذين سيجتمعون في طرابلس الغرب  لن يُحرِّكوا ساكناً، اللهم عدا تصريح شاجب من هنا وصرخة استنكار من هناك، فهذا يعني أحد أمرين: إما أن أهل القرار الذين نعنيهم غير قادرين وغير مكترثين لا قدَّر الله· وإما أنهم ضمناً متأكدون وفي ضوء معطيات دولية بأنه في النهاية لن يكون هنالك سوى التطبيق الحرفي لقرار مجلس الأمن الدولي 242 ولن تكون هنالك صيغة للتسوية غير تلك التي لخَّصتْها المبادرة العربية للسلام· وما عدا ذلك فإنه نوع من الهروب الإسرائيلي من الحقيقة التي لا مجال لعدم الأخذ بها.

 ان ما يجري هذه الأيام في الضفة الغربية المحتلة من اعتداءات واعتقالات للفلسطينيين وقتل عشوائي وهدم للبيوت وتدمير للبنى التحتية ومصادرة اراضي فلسطينيين وهدم بيوتهم في القدس الشرقية وانذار اكثر من ثمانية و ثمانين عائلة فلسطينية في حي البستان في القدس بالطرد والترحيل بقوة السلاح بحجة اقامة حدائق ومتنزهات يتمتع بها المحتل هذه الأفعال العدوانية بالرغم من رفض جميع هذه العائلات بالانتقال الى مناطق اخرى او القبول بالتعويض وحماية الفلسطينيين في الضفة الغربية المحتلة الرازحة تحت نير الاحتلال الصهيوني النازي  تحتاج الى ردود عربية واسلامية مسؤولة وعدم الاكتفاء بالاستنكار والشجب بل باتخاذ القرارات الجادة والحاسمة والتحركات القادرة على ايقاف التمادي الاسرائيلي الصهيوني  وما تقترفه من ذنب لا يُغتفر في حق المقدسات0

نعم لابد من  إضافة وسائل مواجهة عربية اسلامية للذود عن المقدسات الاسلامية والمسيحية في قدس الأقداس ،وأصحاب القرار في القمة العربية المقبلة هم المطالبون في اضافة هذه الوسائل القادرة على الذود عن حرم المسلمين الثالث وكنيسة المهد وكافة المقدسات الاسلامية والمسيحية في القدس والخليل وبيت لحم وغيرها من المقدسات في فلسطين فالاحتلال الاسرائيلي الصهيوني العنصري سيواصل اعتداءاته الاجرامية في حال لم يرد الفلسطينيون على اعتداءات حكومة نتنياهو  بتكاتفهم لوقف استباحة المقدسات الإسلامية والمسيحية، فإن ذلك يكون أفضل وأكثر فعالية، وخاصة ان العدو المحتل  لا يفهم سوى لغة القوة والمعاملة بالمثل  ،واللجوء الى الارادة الدولية لتطبيق اقرارات الدولية واجبار اسرائيل على الانسحاب الى حدود 4 حزيران 1967 في الجولان والقدس الشرقية حسب القرار 242الصادر عن  إرادة الشرعية الدولية.

ترى هل يتخلى القادة العرب في مؤتمر قمة طرابلس عن ترددهم الدائم عن مواجهة اسرائيل ومن يدعمها من اجل النقاط فوق الحروف واجبار اسرائيل على الامتثال للارادة الشرعية الدولية مدعومة بالارادة العربية والاسلامية  ؟

 



مواضيع ساخنة اخرى
الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية
" الصحة " :  97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم " الصحة " : 97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم
الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع
3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار 3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار
الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن
العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا
" الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار " الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار
العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا
الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي
بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان
عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي
إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن
تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام
ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي
الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة
الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات