مهرجان استعراض عضلات اللسان
لا أدري لماذا تكون أغلب اللقاءات والندوات وورش العمل والمؤتمرات من حيث واقعها على عكس أهدافها المعلنة , بل ورجالاتها المشاركين والمنظمين عكس ما أنت تظن, فالمؤتمر و إعلامه يفخم بعض المشاركين وهم أقزام , الواحد فيهم بمونش على عشر زلام بما فيهم نصف أبنائه ؛ لأن النصف الآخر من أبنائه كمان بمونش عليهم وبعد ما اشترى عباءة ام الخمس نيرات من سقف السيل وصار يلشقها لشق ع أكتافه ويا دوب عارف يلبسها لأنه لبس العباءة مو كاره (ويللي مهو كاره يا ناره) وبظل أثناء الجلسة يمط رقبته لفوق ويرفع بايده ويعلي بصوته عشان يحصل على الميكروفون ليدلي بدلوه من فكره الذي تعتقد أنه منير ولكن بعد ما يسولف يا ريته ظل ساكت؛ أولا يشكر القائمين على الفعالية وبعدها يشكر الحضور ,ثم يعلن كل عبارات التأييد والولاء مع انه المؤتمر اهدافه قد تكون اغاثية او ثقافية او رياضية شبابية او غيرها , يعني ليس مهرجان سياسي ولكن كي يوصل لجهات معينة أنه وطني فإنَّه يبقى أكثر من ربع ساعة يلتُّ ويعجن ويستعرض بعبارات كلها اخطاء لغوية و ـ جقم ـ في المعاني ولكن ... خارج اطار الموضوع الذي تم الاعلان عنه في المؤتمر ,وبآخر استعراضه (لنفسه )وليس للافكار يقول أنا أُثنِّي على كلام الأخ فلان والأخ علَّان اللذان سبقاه بالحديث ,,يعني يُثنّي و من ثم يجلس .
يا رجل ليش طرشتنا وانته تطاوش وترفع بايدك بدك تحكي ,ولما حكيت فقط أثنيت على كلام السابقين ,وحتى صاحب الرأي السديد فقط يعطي رأيه ولا يتابعه مع القائمين على المؤتمر ولا يفتخر بعد المؤتمر الا بعبارات ..كيف كلمتي ؟! كيف مداخلتي؟! بالله ما ابهرتهم؟!
يعني يا قائمين ويا منظمين للمؤتمرات أغلب من تدعونهم للكلام أو الحضور إما فارغين او استعراضيين , وكل ما يتم طرحه في اللقاء يكون على عكس العنوان المعلن أو حتى بعكس أهدافه ولا نرى توصيات ,وإن كانت فإنها تحفظ على الرفوف حتى تغطى بالغبار سنوات وسنوات.
ما يثيرني أكثر هو عندما يتم ترتيب كلمة في اللقاء وبإصرار لصديقة أحد المنظمين , قال شو ...لازم القطاع النسائي يحكي ـ طبعاً هاي البنت لكثر ما هيه شايفه حالها وحدا ضاحك عليها وحاكيلها انها انثى بدها تطير طيران عن الارض ,وأضف اليها الجمال الأخاذ , يعني قديش أني وهر وخشمي طول سكة الحراث وزقمي ممطوط مط وأذاني مطربشات الا انني وعلى وهارتي وقبحي احلى منها ـ ,لدرجة انني اذكر انني ارشدت صديقا أرملاً للزواج من احداهن المعروفات بكثرة مشاركاتهن في مثل تلك اللقاءات ف بقي مقاطعاً لي مدة ستة أشهر ويعاتبني : "حرام عليك ..شايفني باير؟",ولما بتبلش تمتطي المنصة أو تمسك المايكروفون الله لا يورجيكوا الختايرة الحاضرين للمؤتمر كيف تُحبس أنفاسُهم , لا ألومهم فأغلبهم معاه بعيونه مي زرقا بشوف بنص عين , ولما تنتهي كيف يكون التصفيق الحار لكلام مكتوب ومخطط له بل هو نفس الكلام مكرراً في اغلب مثل تلك اللقاءات لانها لقاءات اغلبها موجهاً أو مدفوعاً للقيام به , وليس لقاءاً ليبني أو يعزز قيمة أو يبرز رجالاً وسيداتٍ يستحقون الصدارة وهم أهلٌ لها بفكرهم ومواقعهم بين الناس أو يتابع كل قضية تُعلي من شأن الوطن....
بل هي لقاءات لاستعراض العباءات والصديقات المدعوات للكلام ثم لاستعراض عضلات اللسان لاأكثر.
وبعدها ينسفون المنسف وراحت للمؤتمر اللي بعده