د. خالد الجبر: مجالس الأدب برنامج لتوثيق فكر الدكتور ناصر الدين الاسد

المدينة نيوز- هشام عودة - ينظر المثقفون الأردنيون الى برنامج "مجالس الادب" الذي يعده ويقدمه الدكتور خالد الجبر، على أنه يمثل نقلة نوعية في البرامج الثقافية التلفزيونية التي اعتاد الجمهور الاردني على متابعتها، ويأتي تميز هذا البرنامج من خلال سعيه للاحتفاء بشيخ المثقفين الاردنيين الدكتور ناصر الدين الأسد، ومحاولة توثيق حياته وفكره، بمشاركة عدد من الضيوف قضايا الفكر والثقافة والادب.
وحول فكرة البرنامج قال الدكتور خالد الجبر ان التفكير بمجالس الأدب بدأ بعد مشاركة الأستاذ الدّكتور ناصر الدين الأسد في إحدى حلقات برنامج فكر وحضارة الذي عرضه التلفزيون الأردنيّ على مدار سنتين تقريبا، وكان من إعداد الدّكتور خالد الجبر وتقديمه، وقتها اقترح فكرة البرنامج المدير العامّ السابق لمؤسسة الإذاعة والتلفزيون جرير مرقة، بعدَ مشاهدته تلك الحلقة، وكانَ المُرادُ منه إعداد برنامج مناسب يكون فيه الدّكتور الأسد بمثابة شيخ المجلس دائمًا، ويشاركُ في محاورته والتّعليق أو التعقيب وعرض الأسئلة مجموعة من الأكاديميّين وأهل الفكر والثقافة في الأردنّ.
واشار الدكتور الجبر أنه سبق لأنيس منصور تقديم حلقةً وحيدةً ويتيمة مع الدكتور طه حسين رحمه الله في برنامج يحمل العنوان نفسه.
وكان التّخطيط لدينا يقوم على تسجيل 13-14 حلقة من البرنامج؛ يقول الجبر، لكنّ إدارةَ المؤسسة السابقة رأت إمكانية المتابعة في البرنامج؛ وهذه أيضا رؤية الإدارة الجديدة للتلفزيون؛ مبديا تفاؤله بأنّ البرنامج سيستمرّ طالما كانَ الدّكتور الأسد راغبا في الاستمرار، فضلاً عن إمكانية عقد هذه المجالس مع شخصيّات أخرى رفيعة المستوى من أهل العلم والأدب والفلسفة والفكر في الأردنّ.
وحول طبيعة الإعداد للبرنامج يقول معده ان ذلك تتطلب عقد جلسات متعدّدة شارك فيها الأستاذ جرير مرقة، والسيّدة هالة زريقات مديرة التلفزيون السّابقة، والمخرج الأصيل للبرنامج عارف أبو جنيب الفايز، والمخرج اللاحق علي الجبور، وكذلك القيام بزيارات متعدّدة لمنزل الدكتور الأسد ومكتبه قام بها المصوّرون وفنّيّو الإضاءة ومهندسو الصّوتيّات؛ أمّا التّنسيق والإعداد والتّحضير مع العلاّمة الأسد، وتحديد الموضوعات والقضايا، فقد استغرق وقتا لا بأس به.
وعن الأهداف التي يسعى مجالس الادب لتحقيقها يقول الدكتور الجبر، مع أنّ كلّ حلقة من حلقات البرنامج تحمل أهدافها الخاصّة بها، فإنّ للبرنامج أهدافاً عامّة مشتركة هي:
- توثيق ناصر الدّين الأسد ورؤاه وفكره ومنهجه وأسلوبه ولغته وطريقة عرضه بصورة أساسيّة.
- وإسهام مؤسسة الإذاعة والتلفزيون الأردنيّة في نشر الفكر والثقافة والعلم بقدر ما تمكّنها مقدّراتها ومواردُها.
- وإبراز ما لدى الأردنّ من قاماتٍ عِملاقة في مجالات الأدب والفكر والثقافة.
- وكذلك إجراء حِوارات هادئة وهادفة ومبدعة وثريّة وعميقة حول قضايا لها خطورتها وقيمتُها لدى قطاع واسع من المشاهدين الأردنيّين والعرب والمسلمين.
- والعمل على توفير مساحة من زمن العرض التّلفزيونيّ للفكر والثقافة والعقلانية والمنطق والحجّة والدّليل، فكثير ممّا يُعرض على الشّاشات، كما يقول الدكتور الجبر، لا يُهمّ المشاهدين في شيء، بل لعلّه يسيء إليهم ولا يحترم عقولهم ولا مشاعرهم.
- وبثّ اللغة العربية النقيّة الصّافية السّهلة المألوفة في المجتمع العربي عامّة، والأردنيّ خاصّة.
- وإعطاء رمزٍ من رموز الفكر والثقافة والعلم في الأردنّ حقه علينا؛ لأنّ لدينا مشكلةً مع بعض المدَّعِين؛ أدعياءُ الفكر والثقافة والعلم كُثْرٌ، وعلى هؤلاء أن يقيسوا أنفسهم بقامةٍ كقامةِ ناصر الدّين الأسد...
- كما يهدف البرنامج الى إبراز كثير من المخبوء في تراثنا الفكري العربي والإسلاميّ قديمه وحديثه عن طريق هذه الحِوارات.
- ويسعى الى بثّ الأمل في نفوس النّاس بعدَ أن كادوا يفقدونَه، ولعلّ كثيرا من الشّباب فقدوه.
وعن طبيعة البرنامج يقول الدكتور الجبر ان الأدب في هذه المجالس بمعناه العامّ يشمل القضايا كلّها؛ علما ولغة واجتماعا، وليس القصد منه الأدب شعره ونثره فحسبُ؛ فالعنوانُ يشمل كلّ ما يمكنُ معالجتُه تحت هذا المفهوم.
ومدّة كلّ حلقة 55 دقيقة؛ ويدور كلّ مجلس من مجالس الأدب حول موضوع واحد، أو قضيّة واحدة، يبدأ الأستاذ الدّكتور الأسد بمعالجتها من الخارج بمقدّمة قد تطول أحيانا بحسب ما تقتضيه القضيّة، ثمّ يشاركُ مجموعة من الضّيوف في تناول أطرافها وجزئيّاتها، ويبدُون – وهم من المتخصّصين في ذلك الموضوع- آراءهم ووجهات نظرهم، ويفصّلون القول أحيانا أو يعرضون بعض الأسئلة. وكلّما كانت مشاركةُ الضّيوف تلقائيّة ظهر المجلس حيويّا أكثر، وطبيعيّا أكثر، ومشوِّقا أكثر.
وقد استضاف البرنامج حتّى الآن مجموعة كبيرة من الضّيوف المشاركين، وهم في الأغلب الأعمّ ثلاثةٌ في كلّ مجلس إضافةً إلى الدّكتور الأسد، وفيهم: ليلى شرف؛ علي محافظة؛ زيد حمزة؛ ثابت الطّاهر؛ منذر حدّادين؛ تيسير أبو عرجة؛ سفيان التلّ؛ حيدر محمود؛ زياد الزّعبي؛ أحمد الخطيب؛ بلال الجيّوسي؛ فخري صالح؛ سلطان المعاني؛ هاني العمد؛ عامر الحافي؛ فتحي الملكاوي؛ عبد القادر الربّاعي؛ سمير قطامي؛ يحيى عبابنة؛ محمد ياسر عمرو؛ عاطف كنعان؛ وليد العناتي؛ إسماعيل القيام؛ غسّان عبد الخالق؛ نبيل حسنين؛ رائد عكاشة؛ زهير الزّعبي؛ مازن عصفور؛ صبحي الشّرقاوي؛ حسين نشوان.