مش هيك يا إخوان !!
في بلدي كل شيء جائز، فإذا اكتشفنا ان جماعة الاخوان المسلمين كانت لا تملك ترخيصا، فإننا لا نستبعد ان يكون ترخيص دار رئاسة الوزراء دار أيتام !!
بعد حادثة الاخوان، من الممكن جدا ان يستهوي الاسم احد ابناء عمومتي ممن اسمه مطابق لاسمي "صالح" .. ويقول ان الكاتب صالح عربيات طالما اسمه صالح عربيات.. ومن الممكن جدا ان يتعاقد مع أية صحيفة محلية او عربية .. ويباشر الكتابة دون ان أتمكن من منعه.. ومن الممكن جدا عند سؤاله عني ؟! ان يقول بكل ثقة وتواضع انا صالح عربيات "الأصلي"، اما "هظاك" فهو صالح عربيات "الصيني" ، والكارثة ان يكون صالح عربيات الجديد "سحيج"، ويهدم سنوات طوال من التعب والمعاناة والحرف الصادق ، ومن الممكن ان يكون معجبا جدا بسياسات عبدالله النسور، وقد يصنع منه "صلاح الدين" ، فينال هو الاطراء من وزراء الحكومة، وأنال أنا التلعين من ابناء الشعب الاردني !!
نعم ممكن جدا ان يحدث ذلك، فأنا معروف باسم "صالح عربيات"، وليس بالرقم الوطني او باسم الام او بتاريخ الميلاد، والاسم ليس حكرا على احد بل هو حق مشروع لأي أحد.. ولكن، حين تكون صادقا مع نفسك ومع وطنك .. يصبح من السهل جدا تمييزك عن غيرك.. ولو كان هناك ألف صالح عربيات لعرفك الناس من بينهم طالما أثبتت كلماتك انها تلامس اوجاع الناس وهمومهم..
مثلما حدث مع الاخوان، قد يحدث مع أي انسان او مطعم او محل حلويات.. وكلنا نذكر محل الحلويات الشهير "حبيية"، وبعد ان حقق سمعة طيبة اصبحت نصف محال الحلويات في البلد تحمل نفس الاسم.. مراد "حبيبة" ، خلدون "حبيبة" ، سلطان "حبيبة" ، مهاوش "حبيبة" ، امي "حبيبة" ، جارتنا "حبيبة" ، حماتي "حبيبة" ، ابن عم "حبيبة" ، فلسطين "حبيبة" ، تونس "حبيبة" ، موزمبيق "حبيبة" والحبل جرار..
ومع اول ملعقة "كنافة" كان من السهل جدا تمييز الفرع الاصلي من الفرع التقليد.
نعم لدينا اليوم جماعتان للاخوان المسلمين، ونحن نعرف جيدا نهجهم، ومواقفهم عبر عقود من الزمن، ونستطيع بكل سهولة ان نميز المرشد "الصيني" من المرشد "الاخواني" ، ونستطيع ان نميز المراقب تجميع "كوريا" من المراقب تجميع "تركيا" ، ونستطيع ان نميز بين الخط الدعوي والخط الحكومي..
لسنا بحاجة الى ترخيص لنتعرف إلى جماعة الاخوان المسلمين، الايام والمواقف هي وحدها من ستكشف لنا من هم جماعة الاخوان، ومن هم جماعة ابو سليمان.. وطالما احترمنا من يحافظ على ثوابتنا الوطنية ورسالتنا الاسلامية السمحة !!
(المصدر: العرب اليوم 2015-03-09)
