عن قلة الأدلة والمشتبه بهم

كشفت حادثة المجلة الفرنسية، ظاهرة غريبة من ظواهر الارهاب الدولي والفرص المتاحة أمامه..
فقد بات مكشوفا ومعروفا انه كلما افرجت سلطة ما عن ارهابي مشتبه به لقلة الادلة او هربته او لم توقفه اصلا، فإننا امام عميل مزدوج يجري تغطيته بالذرائع السابقة، "قلة البراهين أو الأدلة".
ومن ذلك، العديد من زعماء وفقهاء الظلام والجماعات الارهابية التكفيرية الذين عرفناهم، سواء في الوطن العربي او في الولايات المتحدة وفرنسا وبريطانيا وغيرهما..
ووجه المفارقة والاستهجان والتساؤلات ايضا، ان عمليات ارهابية عديدة نفذت عن طريق هؤلاء العملاء المزدوجين من الذين كانوا مصنفين او مدرجين كمشتبه بهم وطلقاء في الوقت نفسه.
ومن هؤلاء عدد من الذين شاركوا فيما يعرف بعاصفة الطائرات في منهاتن "الحادي عشر من ايلول" وكانت "الأدلة لتوقيفهم ناقصة" في بلدان عربية كما في الولايات المتحدة .
ومنهم غالبية ما يعرف بقادة المحاور في طرابلس وعرسال في لبنان، ومنهم الذين نفذوا عمليات ارهابية في مدريد ولندن وبروكسل واخيرا محمد مراح والاخوين كواشي في فرنسا.
اما ابرز المفرج عنهم لعدم كفاية الادلة فهو ابو بكر البغدادي الذي اعتقل مع مجموعة مسلحة في سجن بوكا قرب بغداد بعيد الاحتلال الامريكي للعراق..
ومن المظاهر الاخرى المرافقة لظاهرة العملاء المزدوجين المذكورة، الافراج عنهم عبر عمليات بطولية مزعومة مبرمجة سواء كانت فردية او جماعية كحالات الهروب الجماعي من السجون بمساعدة "رفاق السلاح" في مسرحيات مثيرة للغاية وتنطلي على المتعاطفين او المغرمين بالنزعات الهوليودية..
وما يمكن استخلاصه من كل ذلك، ان ملاحقة الارهاب والارهابيين وجماعات الظلام التكفيرية يحتاج لمراجعة شاملة للاساليب والقوى والسياقات العامة التي تنقسم بدورها الى حالتين:-
1.الحالة التي لا تتعلم من ظاهرة العملاء المزدوجين وتجد نفسها ضحية لها في كل مرة.
2.الحالة المتواطئة معها من البداية وحتى النهاية في توظيفات اقليمية ودولية لم تعد تخفى على أحد على نحو ما جرى ويجري في ليبيا وسورية والعراق وغيرها من البلدان التي استخدمت فيها الجماعات الارهابية لتحقيق وتنفيذ مآرب وغايات معروفة في خدمة الصهيونية والأطلسيين.
(العرب اليوم 2015-03-09)