جبهات القتال في ليبيا.. هدوء نسبي غربا وتصاعد شرقا وجنوبا
المدينة نيوز :ـ شهدت جبهات القتال غربي ليبيا هدوءً نسبيا خلال الأيام الماضية، بينما تصاعدت مؤخرا، أعمال العنف والقتال شرقا وجنوبا، بحسب رصد مراسلي الأناضول.
وقال جمعة قصيعة، أحد قادة عمليات “فجر ليبيا” (إسلامية)، اليوم الإثنين، إن جبهات القتال غربي البلاد، يسودها هدوء نسبي منذ أيام.
وفي تصريحات لوكالة الأناضول، أوضح قصيعة، أن “فجر ليبيا ملتزمة بوقف إطلاق النار المعلن عنه أكثر من مرة آخرها يوم الخميس قبل الماضي (26 فبراير/شباط) إيمانا منا بجدوى الحوار السياسي لحل الأزمة في ليبيا”.
وأضاف أن “القوات الموالية لحفتر (اللواء خليفة حفتر) لا تفتأ عن شن هجوم بين الفينة والأخرى مما يستلزم منا الرد عليها لصدها فقط في محاولات منا لعدم خرق إعلاننا”.
وتابع: “لا أدل على رغبة حفتر في قطع الطريق أمام الحل السياسي من استهدافه المتكرر للمطار المدني الوحيد في طرابلس (مطار امعيتيقة) آخرها قصف جرى صباح اليوم على المطار”.
وقال قصيعة، إن “قوات فجر ليبيا لا تزال تسيطر على مواقعها في معسكر العسة (30 كلم شرق المنفذ الحدودي الليبي التونسي)، وبئر غنم ( 90 كلم جنوب غرب طرابلس)، والعقربية جنوب مدينة العجيلات ( 120 كلم غرب طرابلس) وكلها محاور تحاصر قاعدة الوطية الجوية التي تحاول القوات الموالية لحفتر التمركز فيها وشن غارات جوية منها على العاصمة ولكن قوات فجر ليبيا تمنعها من الاستقرار فيها لوقت طويل”، بحسب قصيعة.
وتسيطر قوات فجر ليبيا على كامل مدن الشريط الساحلي من طرابلس وحتى منفذ رأس جدير الحدودي مع تونس غربا، بينما تتمركز القوات الموالية لعملية الكرامة التي يقودها حفتر منذ مايو/أيار الماضي، والمدعومة من مجلس النواب المنعقد بطبرق (شرق) في نقاط على الطرق والممرات المؤدية الى الجبل الغربي ليكون الطريق الصحراوي الفاصل بين الساحل والجبل الغربي نقاطة تماس بين القوتين المتصارعتين.
أما عن الشرق الليبي فمدينة بنغازي ثاني أكبر المدن الليبية والتي لم يهدأ فيها صوت الرصاص فقد تصاعد العنف قبل أسبوع من انطلاق الحوار بالمغرب، الخميس الماضي، ليحصد هذه المرة قتلي من المدنيين بعد تناثر القذائف وتساقطها علي الأحياء المدنية بشكل عشوائي، بحسب مصادر طبية وأمنية.
ففي مطلع الشهر الجاري، سقطت قذائف علي حي سيدي حسين مخلفة قتيلين مدنيين و7 جرحي، بينما سقطت أخري يوم الأربعاء الماضي علي منازل لمواطنين بمنطقة الحدائق ما أسفر عن مقتل مدنيين وإصابة 10 آخرين بجروح لتحصد القذيفة الثالثة يوم الجمعة الماضي روح طفلة وتصيب 3 آخرين بعد سقوطها علي منازل بمنطقة أبوهديمة في المدينة.
وبحسب مراسل الأناضول، في مدينة بنغازي فإن المدينة مازلت تشهد اشتباكات مسلحة منذ أشهر بين قوات رئاسة أركان الجيش الليبي المنبثقة عن البرلمان المجتمع في مدينة طبرق، ومؤيدون لها من الأهالي المسلحين، وبين مسلحي تنظيم “أنصار الشريعة” الجهادي و كتائب الثوار الإسلامية الموالية له.
أطراف الصراع في هذه المدينة يعتبرون أن هذه الحرب لا علاقة لها بالحوار الجاري، فمن جهته يعتبر تنظيم أنصار الشريعة و الكتائب الموالية له أن ” قتال الكفار والمرتدين (الجيش)” واجب ولا حوار علية بينما يقول الجيش الموالي للبرلمان، إن ” حربة ضد الخوارج والتكفيريين (أنصار الشريعة) استثناء من أي اتفاق”، في إشارة من الطرفين إلى أن الحوار لن يغير شيئ علي مجريات الأمور العسكرية الدائرة هناك.
أما عن ثاني مدن الشرق التي تشهد معارك مسلحة فهي درنة التي يتبادل طرفي القتال هناك، إطلاق القذائف عن بعد، وسط توعد خلال تصريحات متبادلة لكل طرف لمناهضة بالهزيمة.
كما تشهد ضواحي المدينة من حين لآخر معارك مسلحة بين قوات رئاسة أركان الجيش المنبثقة عن البرلمان المنعقد في طبرق والتي تحاصر المدينة منذ أشهر وبين قوات “مجلس شوري مجاهدي درنة” وضواحيها.
وفي جنوب ليبيا، تجددت الاشتباكات صباح اليوم بمحيط قاعدة براك الجوية بين القوة العسكرية الثالثة (المكلفة من قبل رئاسة أركان الجيش، المحسوب على حكومة طرابلس، بحماية الجنوب الليبي) وتجار سلاح سيطروا يوم الجمعة الماضي على مخازن ذخيرة بالقرب من قاعدة براك الجوية (جنوب)، بحسب مسؤول عسكري بالقوة.
وقال المصدر العسكري الذي فضل عدم نشر اسمه للأناضول، إن الاشتباكات تجددت صباح اليوم الإثنين بشكل متقطع بعدما شهدت المنطقة هدوء حذرا في اليومين الماضيين.
وأضاف أن المجموعة المسلحة (تجار السلاح) تتركز حالياً بمنطقة القيرة التي تبعد عن القاعد 9 كلم (جنوب) بعد انسحابها من مخازن الذخيرة بمنطقة براك (جنوب).
وبحسب مراسل الأناضول، فإن منطقة براك والقيرة (جنوب) شهدت عمليات نزوح جماعي يوم الجمعة الماضي، بعد اشتداد المعارك بين القوة الثالثة والمجموعة المسلحة وأنه تم تعليق الدراسة بجميع المراحل التعليمية بمنطقة براك (جنوب) .
واستنكرت حكومة طبرق المعترف بها دولياً “الاعتداء على قاعدة (براك الجوِّية) التابعة للجيش الليبي من قبل ما يسمى القوة العسكرية الثالثة (المكلفة من قبل رئاسة أركان الجيش، المحسوب على حكومة طرابلس، بحماية الجنوب الليبي) بعد إحكام الجيش الليبي قبضته على القاعدة وطرد التشكيلات المسلحة منها.
أما في مدينة أوباري (جنوب) والتي تشهد اشتباكات قبلية منذ 5 أشهر بين التبو والطوارق، فإن الوضع يشهد هدوء حذر مع سماع طلقات للقناصة المنتشرين علي المباني والاسطح العالية وسط المدينة.
وفي وقت سابق قال مدير الهلال الأحمر الليبي فرع أوباري، أمود العربي، للأناضول إن “عدد الأسر النازحة جراء الاشتباكات القبلية بلغ 2000 عائلة موزعين بين مدن غات ومرزق وسبها والشاطئ ويعيشون أوضاعا إنسانية سيئة للغاية وتحتاج لمساعدات عاجلة”.
وأضاف العربي أن مستشفى “أوباري” الحكومي متوقف عن العمل لنقص المستلزمات الطبية والعناصر الطبية، والطبية المساعدة.
ويشهد الجنوب الليبي بين الحين والآخر اشتباكات مسلحة بين مليشيات متنوعة الانتماءات في ظل تراجع قبضة الدولة علي ضبط النظام في كل أنحاء البلاد.
وتتصارع على السلطة في ليبيا حكومتان، هما حكومة عبد الله الثني (تعترف بها المؤسسات الدولية) التابعة لمجلس النواب بطبرق الذي قضت بحله المحكمة العليا العليا في طرابلس وحكومة عمر الحاسي، المنبثقة عن المؤتمر الوطني العام (منتهية ولايته وعاود الانعقاد)، والتي تتخذ من طرابلس مقرا لها. (الاناضول)