صلح الرملة

تم نشره الثلاثاء 10 آذار / مارس 2015 01:10 صباحاً
صلح الرملة
د.موفق محادين

إذا كان صلح الحديبية، كما ورد على لسان خالد مشعل وأردوغان، يوظف اليوم كغطاء لما بات يعرف بـ صفقة القرن بين الأمريكان وجماعة الاخوان، بحيث يساعد الامريكان الاخوان على استلام السلطة في الشرق الاوسط مقابل طي الصراع العربي – الصهيوني عبر "هدنة طويلة" باسم صلح الحديبية، فإن صلح الرملة يوظف اليوم لتبرير التحالف مع الامريكان، وتسويق الأيوبيين من صلاح الدين الى اولاده واخوته واحفاده كغطاء لهذا التحالف..
عقد هذا الصلح بين صلاح الدين الأيوبي وما يعرف بالصليبيين عام 1192، اي بعد معركة حطين 1187 بسنوات، مما حدا ببعضهم الى إسقاطات ظالمة، بينها الطبيب اليهودي لصلاح الدين الذي يوصف بموسى الثاني "ابن ميمون" لتشبيه صلاح الدين بالسادات وكامب ديفيد بعد حرب تشرين.
وقد اعتمد بعضهم المذكور على ماهو اخطر من صلح الرملة، وهو توقيع صلاح الدين على اتفاق مع "الصليبيين" بزعامة الملك الصليبي عموري الأول للتفرغ لقتال خصومه في سورية والعراق.
وقد برر صلاح الدين ذلك في حينه باتفاق سابق وقعه الخليفة العباسي "المنصور" مع ملوك اسبانيا ضد خصومه الأمويين في الأندلس..
وبالمجمل، بالاستناد الى كتاب الدكتورة حنان خريسات "السياسة الايوبية تجاه الصليبيين" وجهودها الكبيرة ومراجعها المشهود لها (المقريزي – الاعشى – النويري – وليم الصوري – ابن واصل) وغيرهم، فقد شهدت العهود الايوبية المختلفة العديد من الاتفاقيات مع الصليبيين، بدءا من التمسك بصلح الرملة ومهادنة الاحتلال الصليبي "ابناء صلاح الدين الملك الافضل والملك العزيز عثمان وابنه محمد والملك العادل"، وانتهاءً بالتواطؤ معهم "الملك الكامل والملك الصالح اسماعيل" .
فتحت ضغط الخوف من الصليبيين والمنافسة مع أمراء وملوك العائلة الايوبية راح الملك الكامل يتحرر شيئا فشيئا من واجباته الجهادية، الى أن انتهى الأمر الى مخاطبة الصليبيين للتعاون وتسليمهم القدس واعلانها مملكة لاتينية كما كانت من قبل حطين، وكرس ذلك باتفاقية مع الملك فريدريك الثاني عام 1229، منحت للصليبيين معظم الساحل السوري من الشمال الى عسقلان مرورا بـ بيروت وصيدا ويافا، مقابل السماح للمسلمين باداء الشعائر الدينية في القدس..
اما الملك الايوبي الآخر الصالح اسماعيل، فقد استدعى الصليبيين الى سورية وادخلهم دمشق وتحالف معهم.
بالمقابل، فإن نهايات العهد الايوبي وبدايات العهد المملوكي مع بيبرس وزوجة الملك نجم الدين أيوب، وهي جارية من أصول أرمنية في الغالب، شهدت صحوة اسلامية جهادية ضد الحملة الصليبية التاسعة في مصر، كما بدعم الخوارزمية الذين قدموا من بلاد فارس وتمكنوا من تحرير القدس مجددا عام 1244 بعد أن سلمها الايوبيون للصليبيين.
ويذكر هنا أن أمير الكرك الناصر داود سبق الخوارزمية بتحرير القدس لفترة وجيزة عام 1239.

(العرب اليوم 2015-03-10)



مواضيع ساخنة اخرى
الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية
" الصحة " :  97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم " الصحة " : 97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم
الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع
3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار 3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار
الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن
العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا
" الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار " الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار
العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا
الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي
بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان
عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي
إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن
تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام
ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي
الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة
الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات