في زمن الخرفيش

قوات النظام تقتل وقوات المعارضة تقتل أيضا، وقصف حلب يدمرها، وكلما يطلق صاروخا نحو المزة ينال من بناية أينما سقط، ويتشابه الحال في كل مناطق سورية، وأكثرها سوءا حيثما تقطع الرؤوس أو بالاعدام حرقا. وفي العراق تنال المفخخات من العراقيين بلا فرق عمن يزرعها، ولم يعد مفهوما فيه كيف استقر القتال والمواجهات بين داعش وقوات الجيش إضافة للبشمركة في مناطقها، او اين اختفت ميليشيات الاحزاب التي كانت تتصدر المعارك.
وقد عادت اليمن يمنين، واعتبر وصول هادي الى عدن انجازا عظيما، وتمكن وزير الدفاع من الهرب متنكرا من صنعاء اليها انتصارا، ولم يعد مهما الى ماذا ستنتهي قصتها، وان أغلب الظن انها مرشحة لمزيد من التشتت دون فرص جدية لانتشار داعش فيها كمصلحة خليجية.
ومن أفريقيا طلت أمس بوكو حرام على دمشق وبغداد وأعلنت ولاءها لداعش وقد سر البغدادي بولاية افريقيا وهو بصدد مباركة أميرها ونصرته من أجل تحرير تشاد والنيجر، ترى هل القدس على اجندته ايضا طالما أنها لا تذكر قط لأي مناسبة داعشية.
أما مانويل فالس رئيس وزراء فرنسا فقد بشرنا محذرا بعشرة آلاف اوروبي سينخرطون في صفوف داعش حتى نهاية العام الجاري، اضافة لثلاثة آلاف حاليين، ترى هل تشترط داعش عليهم إعلان اسلامهم اولا، أم أنه لا بأس بأي انتماء لهم طالما انهم يحضرون لممارسة القتل. وكيف لفرنسا ان تعرف بالاوروبيين الدواعش هؤلاء، وهي التي تقيم الدنيا بحثا عن مجرد واحد في حالة اشتباه وليس فقط بعد تفجير او عملية كما حدث في قصة المجلة. ولم يعد معلوما ايضا من يضحك على من، الأكيد ان هناك أخرق ما يصدق ما يجري والتحذير الفرنسي.
أجمل وأطرف ما يثير السخرية الاخبار التي تتحدث عن جهود اوباما لاسقاط نتنياهو في الانتخابات، وطالما اليهود هم الذين يتحكمون بالانتخابات الامريكية فكيف سينقلب الحال فجأة، لتتحكم واشنطن بنتائج الانتخابات الاسرائيلية، وهل حقا من المسموح به لأمريكي ان يقرر مصير نتنياهو، وإن كان الأمر صحيحا، ترى من الذي يقرر بأمر الرئيس المصري مثلا؟.
(السبيل 2015-03-10)