أنظر لها..

أنظر الينا..
كيف أصبحنا ببعد الكون عنّا غرباء..
أنظر الينا..
وأنتظر فسطوريّ،
عيْن تبرت من يدي تهوى النظر..
وأنظر لهذا الليل كم سئم انتظارك،
والنظر..

***

وأنظر لجذع نخيلنا ذبل عري للنظر..
وأنظر لكل شيء،
للأشياء تنظرنا،
فكيف لي حجب النظر..
وأنظر لأبنائي،
لقد تواروا يبحثون حثيثنا خلف الشجر..

***

وأنظر لأجدادي نيام دونما حتى بصر..
وأنظر لأزهار الربيع،
تحلق من أرضها وتطير ترتفع بصبر..
وأنظر لنا من خلف أحلامنا،
أنظر لها ولجفنها،
ولقلبها كيف كسر..

***

وأنظر لسبع كتائب،
كانت هي من عصري أمي الأولي،
تبكي ورق، وتحرر السطر بدمع من أرق..
وأنظر لها من بين أمواجها،
قد لآن في وجه الضياء شعرها..

***

وأنظر لها ..
قد أصبحت في دارها،
ترعى الجفا..
وتكلل العشق بطوق من وفاء..

***

وأنظر لنا..
نحن هنا،
نُسقى ونُرعى من ضنى..
فحالنا كحالها..
وكلنا ككلها..
فأنظر لنا.. وأنظر لها..