المدائن عربية وكذلك الاسكندرون

تم نشره الخميس 12 آذار / مارس 2015 01:52 صباحاً
المدائن عربية وكذلك الاسكندرون
د.موفق محادين

المدائن، عربية، وفي اكنافها شيدت وقامت بغداد، عاصمة العرب طيلة العهد العباسي… ومن يفرط بشبر واحد من هذه المدينة وعروبتها، لا علاقة له بالعرب والعروبة..
هذا قول فصل لا نقاش حوله ولا خلاف عليه..
بعد ذلك، نسأل الذين راحوا يتحدثون عن المناذرة والبويهيين في استدعاءات تاريخية واشارات لايران والتشيع، ماذا عن نينوى وعن الموصل والاسكندرون السوري وعن السلاجقة والعثمانيين وقرون الظلام التي ارتبطت بهم.
لماذا يصمتون كلما تعلق الأمر بالخطر التركي، بل وبالخطر الصهيوني (عند بعضهم) وكأن فلسطين هي ما تبقى لنا من بقايا الضفة الغربية ولا علاقة لنا بالساحل الفلسطيني..
في التاريخ، امتدت خيول الفريثيين والعيلاميين والساسانيين الى كل الشرق العربي، كما امتدت خيولنا الى اقصى بلاد فارس ايضا، وليس لنا ان نقول ان طهران او اصفهان عربية، كما ليس لأحد في ايران ان يقول ان مدائن بغداد ايرانية..
وفي التاريخ ايضا، امتدت خيول الاتراك من السلاجقة والعثمانيين الى كل البلدان العربية ولاتزال تحتل كليكيا والاسكندرون ولم تطأ خيلنا شبرا تركيا واحدا.
هكذا ومقابل المناذرة والبويهيين وهواهم الايراني، كان الغساسنة وكان السلاجقة وهواهم التركي، ولا تزال الموصل وحلب في قلب الخرائط التركية في المركز الجغرافي التركي..
نعم لصحوة عربية شاملة تتلمس الذاكرة والهُوية القومية ولا تتخلى او تفرط بشبر عربي واحد من اقصى حدود العراق شمالا ولا شرقا الى اقصى حدود الشام شمالا وجنوبا، ومن الشرق العربي الى اقصى شمال افريقيا العربي.
نعم لصحوة عربية شاملة لا تبدل احتلالا باحتلال وترفع الصوت عاليا ضد ما كانت عليه دولة المناذرة والبويهيين، وتصمت بصورة مخزية مريبة مشبوهة كريهة عما كانت عليه دولة الغساسنة والسلاجقة وعما هي عليه فلسطين اليوم وساحلها تحت الاحتلال الصهيوني.
من يرد أن يذكر ايران بعروبة المدائن، عليه أن لا يغفل للحظة واحدة عن الخرائط العثمانية للموصل وحلب ولا عن خرائط اليهودية العالمية وتحالفاتها العلنية والسرية ليس مع الذين وقعوا اتفاقيات علنية مع العدو، وحسب، بل ومع الذين ينسقون معه سرا بذريعة الخطر الايراني..
ومن قبل ومن بعد، ومع تأكيد دائما مكانة الاسلام ورسالته ودوره الحضاري في التاريخ العالمي، فإن الغيرة على المدائن تستدعي كذلك الانتباه الى ان التاريخ القومي والحضاري العربي سابق على الاسلام بمئات السنين.
ولا تزال اثاره ومساهماته من الحضارة الاشورية والبابلية والسومرية، الى الحضارة الفرعونية، واليمنية الى الحضارة الشامية، من الابجدية الى البتراء، شواهد شامخة وعظيمة على هذا التاريخ، بل ان هذه الشواهد بالذات هي التي تميز مساهمات العرب عن غيرهم من الشعوب والأمم (مثل الفرس) التي دخلت الاسلام وتركت بصمات واضحة في حضارته.
ولا يعني ذلك التسليم بالنظرة الاستشراقية التي تتعامل مع حضارة الشرق بعد الاسلام بوصفها حضارة فارسية، وتقلل على نحو مريب ومزيف من دور العرب والاتراك (بدو الجبال) في هذه الحضارة.

(العرب اليوم 2015-03-12)



مواضيع ساخنة اخرى
الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية
" الصحة " :  97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم " الصحة " : 97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم
الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع
3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار 3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار
الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن
العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا
" الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار " الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار
العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا
الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي
بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان
عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي
إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن
تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام
ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي
الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة
الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات