من أين أتوا بمثل هذه القسوة؟

آلمني رؤية مقطع فيديو يظهر فيه مسلحون من داعش بقبضتهم أسير ملتزم من مجموعة أخرى ذي سمت حسن، فيجتمعون حوله ضاحكين معلقين وهم يدفعونه ويضربونه وهو مقيد اليدين، وهو يطلب منهم طلبا واحدا لا يزيد عليه وهو أن يصلي الظهر، فيرفضون ويطلبون من واحد منهم أن يخلصهم منه بعد أن مددوه وتلّوه للجبين، فيستل الخنجر ويحتز الرقبة، رغم عدم متابعتي لنهاية المشهد الدموي.. لي على هذا المشهد الذي أرسله لي الأستاذ حسام الحنطي الملاحظات الآتية:
مدح الله عباده الصالحين قائلا في إحسانهم للأسير وإيثارهم إطعامه على إطعام أنفسهم -ويطعمون الطعام على حبه مسكينا ويتيما وأسيرا- فأين أنتم من هذه الآية يا داعش؟
في الحديث الصحيح أن الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم عاتب أسامة بن زيد عتابا شديدا لقتله كافرا نطق لا إله إلا الله قبل نزول السيف على رقبته، فقال له الرسول: قتلته بعد أن قال لا إله إلا الله، وظل يكررها.. فكيف تقتلون مسلمين موحدين وليسوا بكافرين، ولم يتوقف لسانهم يوما عن نطق كلمة التوحيد!
ما زالت أعراف السجون تحقق للمعدومين الطلب الأخير قبل التنفيذ رحمة بالراحلين، فكيف تمنعون أسيركم الطيب من أداء الصلاة!!
قريش الكافرة سمحت للصحابي الجليل خبيب بن عدي رضي الله عنه بالصلاة قبل القتل والصلب، فصلى وكانت سنة القتل التي تعرفون. الكفار سمحوا بالصلاة وأنتم أبيتم واستكبرتم!!
دول العالم المتقدمة تحترم الأسير وتحسن معاملته فكيف بنا نحن المسلمين!!!
لا أدري من أين أتى هؤلاء بمثل هذه القسوة، وبمثل هذه الأحكام التي تنافي الفطر السليمة، وقدوتنا الرسول صلى الله عليه وسلم فحوى رسالته رحمة للعالمين!
الرسول امتنع عن قتل المنافقين، حتى لا يقول الناس محمد يقتل أصحابه، وأنتم تقتلون المسلمين ولا تبالون، أأنتم أحكم أم رسول الله!
طريقة القتل بالذبح والنار طريقة وحشية، وليست الأحسن في إنهاء الحياة.. ثم لمن تصورون هذه المشاهد المؤلمة التي تنفر العالم من الإسلام والمسلمين!
لا أعتقد أن داعش بهذا المنهج العنيف الدموي البعيد عن الحكمة، لا أعتقد أنه يمثل تطلعات المسلمين وآمالهم وأشواقهم.
(السبيل 2015-03-14)