ايمن تيسير في مهرجان ناجور الصوفي

المدينة نيوز- في جو تاريخي ساحر، وعلى ضوء أكثر من ألف شمعة أضاءت فضاءات ساحات قلعة ناجور التاريخية في إقليم راجستان الهندي والتى يرجع تاريخ بنائها للقرن 12 بعد الميلاد، شارك الفنان المتجدد دائما الدكتور أيمن تيسير وفرقتة الموسيقية ضمن الوفد الذي مثل المنتدى الاردني للموسيقا في ختام مهرجان ناجور الصوفي في دورته الثالثة، والذي أقيم في "مدينة الصوفيين ناجور " في الفترة ما بين 26-27 فبراير الماضي وبدعم من وزارة الثقافة الأردنية، وقد قدم تيسير باقة منتقاة من أجمل الأشعار الصوفية المتميزة التي زادتها ألحان أيمن تيسير روحانية وشفافية، إذ غني تيسير من ألحانه لشعر إبن الفارض "قلبي يحدثني "، و "زدني بفرط الحب فيك تحيرا "، "هو الحب "، وقد أثبت التفاعل المدهش للجمهور النخبوي الذي أتى من كافة بقاع البسيطة لحضور هذه التظاهرة الثقافية المتميزة، كفاءة الألحان والنغمات التي أصدرتها آلات الفرقة الموسيقية المصاحبة للفنان أيمن تيسير، فتجاوبت معها الأفئدة، وتوجها الصوت الشجي الرخيم ذو المساحات المتعددة، فجاب أرجاء القلعة التاريخية وتجاوب الصوت وصداه، في ليلة قمرية زادت الأجواء سحرا وخصوصية، ثم استرسل أيمن في غناء المزيد من الأشعار الصوفية المميزة، فازداد تفاعل الجمهور ليبلغ ذروته عندما بدأ في نقل شكوى المطوقة في قصيدة الحلاج "ناحت مطوقة " تبعها في ارتجال الموال الشهير للحلاج والله ما شرقت شمس ولا غربت، وقد قام الفنان أيمن تيسير بفطنة الفنان المثقف بترجمة كلمات الأشعار التى غناها للإنجليزية للجمهور مما ساهم في توصيل فكرالشعراء وتحقيق رسالته الفنية الملتزمة التى نذر تيسير نفسه وفنه لها، وكان مسك ختام الحفل أن عقدت حلقة حوارية للعزف والغناء الصوفي تميزت بنكهة شرقية بحتة تماوجت بها الموسيقى الهندية بطبولها ووترياتها المميزة، والموسيقى العربية بوترياتها المميزة من العود والقانون ، ونايها الحزين، وايقاعاتها الغنية من الدفوف والطبول، وتبارا الموسيقيون الهنود والأردنييون فكانت مبارزة موسيقية فريدة كل على آلته، فتفوق الجميع وانتزع اعجاب الجميع، وبعد أن صمتت الآلات بدأت الحناجر في حوراية غنائية للفظ الجلالة "الله "، امتازت بالاتقان وتجلى أيمن تيسير بها في ارتجالات ذات دلالة واضحة لخبرة موسيقية غنية ذات بصمة واضحة، فسخرها وإمكاناته ومهاراته الصوتية في توظيفها لاستعراض سلالم الموسيقا العربية ومقاماتها التى تسحر العقول وتخلب القلوب.
وفي نهاية الحفل قدم ملك إقليم راجستان المهراجا هدية تذكارية للفنان أيمن تيسير وفرقته مبديا إعجابه وفرحه لآستضافة الفنان أيمن تيسير وفرقته الموسيقية، وأبدى رغبته في تكرار تقديم تجربة تمازج الموسيقا الهندية والعربية الصوفية عزفا وغناءا، وأكد بدوره على رسالة الموسيقا الأممية في نقل الأحاسيس وتبادل العواطف من غير حواجز جغرافية أو تاريخية أو عقائدية، منتهجين بذلك حوار الثقافات والأديان من أجل تقريب وجهات النظر وإحلال السلام بين الشعوب.
وفي مدينة نيودلهى العاصمة، شارك أيمن تيسير في ختام مهرجان الموسيقا والغناء الصوفي الذي تزامن مع موعده مع موعد انعقاد مهرجان ناجور، أقيم المهرجان في حديقة الحواس الخمس الشهيرة في العاصمة نيودلهى، قدم تيسير خلال ساعة ونيف برنامجه الصوفي لجمهور غفير افترش بساط الحديقة الأخضر، وانساب مع الغناء الصوفي مستمتعا بنغمات وألحان الموسيقا العربية، ومهللا بطريقته لأحساس الأداء المميز والصادق للفنان أيمن تيسير.
وبذلك أبرز الفنان أيمن تيسير وجها ثقافيا جديدا وأصيلا للأردن في شبه القارة الهندية، وربط برسالته الفنية بين شعبين متاباينيين حضارة وثقافة، فأهلته رسالته كفنان مثقف وملتزم أن يكون خير سفير لبلاده، فنجح في وضع الفن للأردن على خريطة العالم بكل جدارة وكفاءة متناهيين.