رثائك..
![رثائك.. رثائك..](https://s3-eu-west-1.amazonaws.com/static.jbcgroup.com/amd/pictures/a52367e05e27cd9f21fb16c349c95cc2.jpg)
أكتب لك
يا من نسيت،
يا من تكبلك المغيب كرائحة قهوة عابرة..
يا من تكفلك النسيان وأردفك في كتبه الزائلة..
أنا لا أذكرك ؛
منذ أن جف الربيع ومحصوله،
منذ أن رجفت يدآ قلبي بنور مبهما..
أنا لا أذكرك..
أكتب لشيب أنوثتي،
أكتب لك..
من بعد أن جف الوداد ولآن نبض القلب فيضا بهجرك..
أكتب لعمر قد تداعى فيه نبضي شيبا..
أكتب لأمسي،
لمذكرات الشباب التي باتت على عتبات أمسي تبكيك..
لصناديقي التي حوت صورك..
لتوابيت خيالاتك.. لمشهدك..
وأنحني طرباً ببسمة فاقد قد لون النسيان عمره و مضى..
أكتب لفيض أنوثتي
ولطفلي.. ولجسدي.. ولنبض روح عذاري..
أكتب لطرف حروفك..
أكتب لكذب كل كذب كنت العنه بطرف حضورك،
ولصدقك الخداع حيث يلوج فيه الصدق كذبا،
لجنون وداعك،
أكتب لحاضرنا الذي لا أعلم أي الحروف سيشبعه بكاء
في نهاية حدادي..
أم أنني أبكيك فيض من شباب أغبر
لعن بنبض حروف لغتي،
كيف ألعنك وأصبح غاوية؟
هل ألعن الأحمر بنصف شفاهي
أم ألعن الخجل الذي قد شاب في ربوع جسدي
أم العن الذات التي غرقت بِك..
أم ألعن الأطفال طفل تلو طفل كالجنون معشعشون بذاتي..
أبكيك مفقودا مهاجرا..
أبكيك قصرا أم دموعا سواكبا..
أبكي المدامع فيك أم أبكي مدامعيّ أنا..
أبكي شبابك أم أبكي غصون الشجر تخضر بعمر شبابي..
أم أبكي فقيداً في الهوى لاح لعرق بكائيّ..