المثلية واليهودي الطيب والجوائز

إذا كنت روائيًا أو قاصًا أو مخرجًا أو فنانًا تشكيليًا ترغب في الحصول على جائزة دولية، أو تحظى بدعم جهات أوروبية وأمريكية، فما عليك إلا أن تقدم صورة إيجابية للعلاقات المثلية (الجنس بين الذكور أو بين الإناث)، أو لليهودي أو اليهودية.
عندها تفتح لك كل الأبواب، وتصبح فرصتك في المنافسة قوية حتى لو كان المستوى الجمالي أو الفني للعمل المقدم متوسطًا أو أقل من المتوسط.
هكذا ازدهرت الأعمال الروائية والدرامية والمسرحية والتوثيقية العربية التي دخلت على هذا الخط، وصارت كتابة أو سينما ودراما أو فنونًا برسم الطلب الأوروبي والأمريكي.
ومن المؤسف القول إنه ما من عربي في الحقل الثقافي أو الاجتماعي أو السياسي حصل على جائزة دولية إلا وسدد فاتورة من هذا النوع، المثلية الجنسية او الاستجابة للابتزاز الصهيوني، فيما يخص هذا الموقف أو ذاك كما حدث مع السادات.
كذلك ومع أهمية ومكانة الروائي المصري الكبير الراحل نجيب محفوظ الذي يستحق جائزة نوبل بالتأكيد، إلا أن ديباجة منحه الجائزة لم تتوقف عند تصوير محفوظ للقاهرة وعوالمها، بل عند واحد من أعماله غير المهمة من الزاوية الجمالية، والفنية وهي رواية أولاد حارتنا التي لم تقدم "موسى" على النحو القرآني بل بوصفه العباءة اليهودية التي خرجت منها كل الأديان.
وأخذ بعضهم على درويش وهو شاعر كبير بل شاعر العرب الأول في القرن العشرين، أخذوا عليه مبالغته في توظيف "الإسرائيليات"، واعتبروا ذلك رسالة حسن نوايا لأكاديمية نوبل، وكان عليه أن يولي أهمية أكبر للكنعانيات مثلًا على غرار اهتمام الشاعر العراقي الكبير الراحل السياب بالتموزيات.
(العرب اليوم 2015-03-16)