أقدم بائع كتب في عمان : اجمل لحظات حياتي عندما صافحت الملك .. ( بالفيديو )

المدينة نيوز - خاص - زمن الخزاعلة - عند زيارتك وسط البلد في عمان تجد رائحة الهال والقهوة تفوح أمام المارة من هنا وهناك (..)، ولكي تصل إلى أكشاك بيع الكتب لا بد أن تمر أولاً عبر الكثير من الباعة المتجولين، الذين يفرشون بضاعتهم على الأرصفة.. وبالكاد تستطيع السير.. فهذا بائع للملابس وذاك حقائب(..) حيث تجد شوارعها محملة بعبق تاريخ عمان في الأربعينات.
كلما اقتربت أكثر يجذبك مزيج من الروائح العطرية... الزعتر.. البرازق... الكنافة.. بما في ذلك سندوتشات الفلافل..!!
بين كل هذا.. تجد ذاك الكشك الخشبي الأكثر شهرة والأقدم في تاريخ عمان المزدحم برواد الثقافة.. للاطلاع وشراء ما يروق لهم من الكتب التي لا يجدونها في المكتبات الموجودة في المولات الكبرى على حد قولهم.
..وعند وقوفك بقارعة الطريق وبالتحديد أمام "كشك الثقافة العربية " تتأمل الكتب المترامية فوق بعضها البعض، حيث تجد الشمس غيرت ملامح لونها ورائحتها(..) وان وجدت عناوين الكتب تقفز امام عينيك فلا تعرف ما تختار يأتيك ابو علي ويشير لك ملخص عن ما هو موجود أمامك من كتب، وينصحك بذلك .
الحاج الستيني العمر حسن ابو علي صاحب "كشك الثقافة العربية "، يقول في لقاء خاص للمدينة نيوز : " تربيت في هذا المكان من عام 1956 وأنا جزء منه، فانا اعشق عمان ولست بتاجر كتاب انا اعشق الثقافة وأتنفسها، وتربطني علاقة بين الكتاب والمثقفين الأردنيين والعرب الكبار حيث يقولون لي بكل اعتزاز "انت وزير الثقافة الاردنية في الظل ".
ويضيف ابو علي " اشعر بالسعادة عندما يأتي باص محمل بالطلاب العرب والأردنيين ليروا كشك ابو علي الذي هو متر ونصف،ويقول ":جميع من يرتاد الكشك يعاملني كصديق وليس كبائع جريدة أو كتاب ".
أي شخص يريد أي كتاب يجده على الانترنت بدون قيد وشرط لكن الأديب والمثقف والشاعر لا يستغني عن الكتاب وهذا الكتاب جليس لا احد يستغني عنه فهو كرغيف الخبز طاقة المثقف خاصة ان كان الإنسان يعشق الأدب
ويعبر ابو علي عن إعجابه بالتنسيق بين أمانة عمان الكبرى ووزارة الثقافة حيث يباع الكتاب الذي يبلغ سعره خمس وعشرة دنانير مطبوعاً بـ 35 قرشاً من خلال المعارض، وقد تم طباعة ما يقارب نصف مليون كتاب، حيث تم بيعها جميعاً خلال عشرة ايام، فاسعار الكتب لها دور في الإقبال على شراءها.
ويشير إلى أن غلاء أسعار الكتب له الدور الأكبر في تراجع القراءة، مقارنة في الستينات والسبعينات، فعلى سبيل المثال - كل أربع كتب بدينار سواء نجيب محفوظ،او يوسف السباعي،وغيرهم من الكتاب الكبار في زمننا-، ويضيف حتى على مستوى قاموس المورد كان بخمس دنانير، واليوم سعره 15 دينار، والمجلة تباع بثلاث وأربع قروش، الآن تباع بدينارين وثلاث دنانير، لكن الأديب والشاعر لديه استعداد أن يقطع عن نفسه رغيف الساند وش مقابل شراء الكتاب.
ويقول ابو علي في عصر التكنلوجيا لم يعد شيء في هذا الزمن ممنوع وزمن المصادرات للكتب ولى فالانترنت والفضائيات جعلت الكتاب متوفر بين بكل سهولة بين كل الناس، وحيث توجد ديمقراطية حرية الراي والراي الاخر، وقد اوعز رئيس الوزراء حديثاً ان تكون المطبوعات تابعة لوزارة الثقافة وهذه مبادرة جميلة.
يعبر ابو علي عن سعادته بأجمل لحظات حياته عندما صافح جلالة الملك، واستلم الوسام ويقول: " والله اشعر وكأني مولود من جديد وكأن عمري عشر سنوات جلست ابكي مثلما يبكي الطفل الصغير من الفرح، وكان اسعد يوم عندما رأيت جلالة الملك أطال الله بعمره.
ولا ينسى ابو علي عندما توفيت زوجته ارسل جلالة الملك مندوباً عنه محافظ عمان إلى بيتي المتواضع وهذا شرف كبير لي، فمهما قدمنا لبني هاشم كشعب أردني نحن مقصرون، ويضيف ان جلالة جلالة الملكة رانيا العبدالله زارته في الكشك عندما توفيت زوجته " وقالت
" كيف الحال ياابوعلي؟ وكيف بناتك؟، وقد أخذت بخاطري ذاك اليوم.كم شعرت بالسعادة.
وينصح أبو علي المهتمين والقراء خاصة الشباب وطلاب الجامعات بقراءة كتاب عبد الرحمن منيف سيرة مدينة عمان في الأربعينات الذي يتحدث عن عمان من الأربعينات لغاية السبعينات.
شاهدوا الفيديو :