«زمزم» أصلب عوداً

المبادرة الأردنية للبناء «زمزم» سوف تبقى وفية لما طرحته من أفكار ومبادىء منذ لحظة انطلاقتها، ولم تتراجع قيد أنملة عما تعهدت به من العزم على بناء المشروع الوطني الأردني الذي يمثل إطاراً واسعاً لكل مواطن أردني غيور، يرغب بالاسهام الفاعل في بناء دولته الحديثة، وحراسة وطنه في ظل المؤامرات والعواصف العاتية التي تجتاح الإقليم، وتحيط بالأردن من كل جانب.
المبادرة الأردنية للبناء «زمزم» لم تطرح نفسها بديلاً لأي مجموعة أردنية قائمة ولم تعمد إلى مناكفة أي حزب سياسي، ولا تهدف إلى سحب البساط من تحت أقدام أي قوة شعبية أو سياسية، بل على النقيض من ذلك فإنها تتبنى منهجية التعاون مع كل الأطراف الفاعلة، وتبحث عن مساحات التوافق من أجل تعظيمها وتنميتها، وتقليل مساحات الاختلاف والتوتر وضرورة الذهاب إلى الحفاظ على الثوابت الوطنية والمصالح العليا للشعب الأردني التي تعلو فوق المصالح الحزبية والفئوية والعشائرية والشخصية.
وفي هذا السياق على وجه التحديد فإن المبادرة تتمنى لجماعة الإخوان المسلمين الوحدة والتماسك، وتخطي مرحلة الاختلاف الموجودة من أجل بقائها قوة أردنية مشروعة، تعمل تحت مظلة القانون، وتمثل الوحدة الوطنية الراسخة القائمة على أسس فكرية ودعوية نقية خالية من كل عوامل التعصب والانقسام، وأن تستأنف دورها الحضاري في حفظ هوية الأمة الجامعة، وسوف تكون المبادرة عوناً لكل من يريد نشر مفاهيم الإسلام الصحيحة وبناء المنظومة القيمية النبيلة، التي تعلي من شأن الإخوة، والتسامح ونبذ الكراهية، على كل المستويات وفي كل المجالات ومع كل مكونات المجتمع وشرائحه.
سوف تعمد المبادرة إلى الإسهام في بناء الجبهة الوطنية العريضة التي تقف في وجه موجات العنف والتطرف، وتحمي الأجيال من براثن المجموعات المتعصبة والمنظمات الخطرة، التي أسهمت في تقسيم المجتمعات العربية والإسلامية وفرقتها، وإثارة النزاعات بكل أشكالها وألوانها، وسوف تمد يدها إلى كل المنظمات الشبابية من أجل الانخراط في معركة بناء الوطن، والإسهام في رفعة شأنه ليكون نموذجاً للإقليم والمنطقة بأسرها.
المبادرة الأردنية عازمة على المضي قدماً في بناء شبكة علاقات قوية مع كل الشخصيات الوطنية والقوى السياسية الفاعلة على المستويين الرسمي والشعبي من أجل العمل على تطوير منظومة التعليم، والمناهج الحديثة القادرة على معالجة الاختلالات في البناء المعرفي والقيمي على طريق الإعداد الواعي والمبصر نحو المستقبل، وسوف تبذل جهدها في دعم ومساندة أصحاب المسؤولية الذين يخدمون المجتمع الأردني بأمانة، ويسهرون على حماية الشعب الأردني من مافيات الفساد التي تحاول الإثراء على حساب قوت المواطن ولقمة عيشه.
المبادرة سوف ترصد كل محاولات النيل من الأردن في ظلال طروحات التسوية الإقليمية التي يحاول بعضهم ترويجها على حساب الأردن وشعبه ومستقبله، وسوف يكون الشعب الأردني قادراً على حماية مقدراته والدفاع عن حقوقه، ولن يكون مستغفلاً، وسوف يكون على قدر الشجاعة المطلوبة في حماية دولته ومؤسساته الوطنية مهما كانت التضحيات، وسوف يسهم مع كل المخلصين الغيارى من أجل أن يبقى الأردن قلعة حصينة قوية لكل أبنائها ولكل مواطنيها، وسوف تثبت الأيام هذه الحقيقة الخالية من الزيف والتكلف، وسوف تكون الأيام القادمة كفيلة بتجاوز أصحاب خطاب الكراهية، وخطاب الفرقة والضعف.

(الدستور 2015-03-19)