مدينة تريم اليمنية عاصمة للثقافة الإسلامية 2010

المدينة نيوز - تجري الاستعدادات حالياً بمدينة "تريم" اليمنية التاريخية بمحافظة حضر موت لتدشين الفعاليات المصاحبة لتتويجها عاصمة للثقافة الإسلامية لعام 2010 والتي من المقرر أن تبدأ في العاشر من مارس الجاري، وقد وقع الاختيار على مدينة "تريم" وفقاً لإعلان المنظمة الإسلامية للتربية والثقافة والعلوم "الإيسيسكو" وذلك تقديراً لدورها العلمي والثقافي والفكري إلى جانب العطاءات الزاخرة لعلمائها عبر التاريخ القديم والحديث في خدمة الثقافة الإسلامية.
ومن المقرر أن تبدأ فعاليات البرنامج الثقافي لعاصمة الثقافة الإسلامية الثلاثاء المقبل بحفل افتتاح يحضره عدد من وزراء الثقافة في الدول العربية والإسلامية وحشد من المثقفين والمفكرين والأدباء والفنانين في الدول العربية والإسلامية.
ووفقاً لصحيفة"العرب" اللندنية تشمل فعاليات برنامج عاصمة الثقافة الإسلامية والمقرر استمراره حتى السابع والعشرين من فبراير 2011، أكثر من مائة فعالية منها 12 معرضاً تتنوع ما بين الحرف اليدوية والصور الفوتوغرافية والأزياء والموروث الشعبي، بالإضافة إلى 15 ملتقى ومهرجانا ومؤتمرا مثل مؤتمر عن دور "تريم" العلمي في التاريخ الإسلامي، وملتقى الطفولة العربي والإسلامي، وملتقى دمون الشعري للشعراء الشباب العرب وآخر عن الفنون التشكيلية في العالم الإسلامي، بالإضافة لمهرجان باكثير، وليالي تريم ومهرجان الشعر الشعبي.
كما يتناول البرنامج 24 ندوة احتفائية بـ24 علما من أعلام اليمن، بالإضافة لتنظيم أيام ثقافية لكل محافظة من محافظات الجمهورية تستضيفها تريم على مدار العام، وتستضيف المدينة أسبوعا ثقافياً لكل من ماليزيا وأندونيسيا وتركيا، إضافة للعديد من الفعاليات الأخرى.
وجاء اختيار مدينة "تريم" كعاصمة للثقافة الإسلامية لعام 2010 من قبل المنظمة الإسلامية للتربية والثقافة والعلوم "الايسيسكو" لما تمثله من مرجعية دينية وعلمية وفكرية وفنية مهمة للتاريخ الإسلامي منذ تأسيسها، وما تحتويه من منارات علمية وأربطة فكرية كان وما زال لها الدور الريادي والبارز في نشر العلوم الدينية والفكرية على امتداد خارطة المعمورة.
يذكر أن مدينة "تريم" اشتهرت باعتبارها منارة للعلم وللعلماء منذ القدم حيث ذاع صيتها في المنطقة العربيةوالعالم كافة وخصوصا في شرق آسيا وشرق أفريقيا حيث أصبحت قبلة لطالبي العلم ويتقاطر عليها سنويا المئات من طلاب العلم للدراسة في مراكزها وأربطتها الدينية الملحقة بالجوامع لنهل مشارب العلوم الإسلامية المستنيرة القائمة على نهج الوسطية والاعتدال والبعيدة كل البعد عن الغلو والتطرف والتشدد.
ويجمع المؤرخون أن أبناء هذه المدينة العريقة كانوا في طلائع المواكب اليمنية التي حملت راية الدعوة الإسلامية بقيمها ومبادئها السمحة إلى مشارق الأرض ومغاربها منذ فجر الإسلام وخلال مختلف المراحل التاريخية المتعاقبة على الحضارة الإسلامية.
تقع مدينة " تريم" في الجزء الشرقي لمحافظة حضرموت ويطلق عليها اليمنيون مدينة العلم والعلماء ومدينة العمارة الطينية والمآذن والقصور.