امام واقع العرب الراهن ما المنتظر من قمة طرابلس ؟
![امام واقع العرب الراهن ما المنتظر من قمة طرابلس ؟ امام واقع العرب الراهن ما المنتظر من قمة طرابلس ؟](https://s3-eu-west-1.amazonaws.com/static.jbcgroup.com/amd/pictures/36380.jpg)
المدينة نيوز - ثمانية عشر يوما ويلتأم عقد الملوك والرؤساء العرب او من ينوب عن غير الراغبين بالمشاركة في مؤتمر القمة العربية الدوري الذي سيعقد في العاصمة الليبية طرابلس الغرب ويدرس ويعالج أهم القضايا و الأحوال العربية.
وحسب تصريحات الأمين العام لجامعة الدول العربية السيد عمرو موسى المتشائمة إلى درجة سوداوية بل ربما تكون ظلامية إذا ما جرى الوقوف إمامها وتحليلها بشكل واقعي يخضع للمنطق وفي ظل رؤيا السيد عمرو موسى هذه وهو الأعلم بالأوضاع السائدة في كواليس جامعة الدول العربية ومن الطبيعي ان يكون قد شكل انطباعا عاما لما يمكن ان يتمخض عنه اجتماع القادة العرب في طرابلس فما الذي يستطيع هذا المؤتمر المنتظر ان يعالج من هذه القضايا والأزمات التي تنتظره وسط تعقيدات وخلافات عربية ـ عربية يصعب حلها او حتى التوافق على حلها كونها خلافات أصبحت راسخة لدى عدد من الأنظمة العربية والأحزاب والجماعات الدينية والطائفية وبين ابناء البلد الواحد سلبا وإيجابا؟ وهل ثمة إيجاب والحال من بعضه في أركان العالم العربي.0
امام هذا الواقع المؤلم الذي تمر به الدول العربية فكيف حال المواطن العربي المغلوب على أمره والمحاصر من ولادته حتى وفاته؟.
ان ما ورد على لسان السيد عمرو موسى في كلمته الافتتاحية للمؤتمر السادس عشر للاتحاد العربي البرلماني الذي عقد في القاهرة مؤخرا قبل أربعة أيام قوله إن "هناك أزمة ثقة بين العرب بلغت الذروة ما أوصل العلاقات العربية إلى درجة خطيرة من الاضطراب حتى أصبح يؤثر فيها من الأمور توافهها". وأضاف "هذه اللحظة تحمل تحديات مصيرية تتعلق بغياب الإصلاح الشامل وتصاعد حدة التوتر والعنف السياسي في مواقع كثيرة من المنطقة العربية". وأوضح أن "ما تقوم به "إسرائيل" في الأراضي الفلسطينية من انتهاكات واستيطان وضم مساجد إلى التراث اليهودي، من شأنه أن يؤدي إلى الانهيار الكامل للموقف الدولي القائم على حل الدولتين الأمر الذي يؤدى بالضرورة إلى خيار إقامة الدولة الواحدة على أرض فلسطين". وحذر من أن "تراجع الإرادة الدولية عن موقفها إزاء تكثيف الاستيطان وعجزها عن اتخاذ إجراءات لوقف هذه السياسة لن تستقيم معهما مفاوضات تستهدف تحقيق السلام". وقال عمرو موسى إن "التطورات المتلاحقة تتطلب منا تحركاً عربياً جماعياً ضاغطاً من منطلق الحفاظ على مصالحنا المشتركة"، معربا عن أمله في "استمرار التحرك والضغط العربي للعودة إلى مجلس الأمن ووقف تهميش الأمم المتحدة".
ظهرت الخلافات العربية ـ العربية خلال اجتماع وزراء الخارجية العرب الذين اجتمعوا للإعداد لمؤتمر القمة ، فاتسم بغضب واحتجاج وحتى اتهامات تحت الطاولة في تمرير أولويات غير عربية شملت كل القضايا التي سماها الأمين العام ولم يحرص هو نفسه عليها في بيان ختام اجتماع الوزراء. وهذه القضايا لم تكن الأولى ولا الاختلافات طبعا، ولكن ان تستمر الأجواء والأوضاع بهذه الروحية لعقد مؤتمر القمة ، مسبوقا بكثير من الإحباط والخيبة والسوداوية حتى في تصريحات أمينه العام ، فماذا ستكون النتيجة،وأمام مؤتمر القمة القادم تحديات جسيمة وتهديدات باتت معلومة، وكلها تستند إلى ما سيقدمه في تغيير الأحوال العربية قبل ان يبت فيها0 ترى امام ما تقدم من معلومات تطفو على السطح وقبل ثلاثة اسابيع من عقد المؤتمر هل يستطيع هذا المؤتمر من دراسة الأخطار التي تحيط بالأمة العربية راهنا وهل يمكن للقادة العرب في مؤتمرهم القادم منوقف اجراءات العدو الاسرائيلي الهادف الى ضم "المقدسات الاسلامية في القدس " وضم الحرم الابراهيمي في الخليل ومسجد بلال بن رباح الى الاماكن التراثية الاسرائيلية ، واستمرارها في تطبيق سياسة الاستيطان للأراضي الفلسطينية وقتل وتشريد الفلسطينيين ومصادرة ممتلكاتهم..
السؤال الأكبر والأهم الذي يطرحه كل مواطن عربي هو ماذا سيفعل مؤتمر القمة إزاء هذه التهديدات الخطيرة في المقدسات والقضية المركزية؟ وكيف سيضغط المؤتمر لوقف هذه التهديدات وقد أعطي الضوء الأخضر للوفد الفلسطيني في التفاوض غير المباشر لمدة أربعة اشهر ( بإشارة من واشنطن) مع عدم توقع نتيجة ايجابية، كما أقر الأمين العام لجامعة الدول العربية في المؤتمر الوزاري؟. وهل يستطيع المؤتمر الرد على الطلبات والتمنيات من البرلمانات العربية في التضامن العربي والتصدي للتهديدات والتحديات التي بدأت تنزل الفأس في الرأس دون ان تجد من يصرخ (مجرد الصراخ!) بوجهها ويعيد لها الفأس الجديد، وقد تزامنت وتعايشت مع القديم طيلة العقود السالفة؟...