الجامعة الأمريكية تنظم ندوة حول "مصطلحات جديدة" بين الأديان

المدينة نيوز :- نظمت عمادة شؤون الطلبة في الجامعة الأميركية مادبا، اليوم ندوة حول "مصطلحات جديدة في العلاقات بين أتباع الديانات".
وشارك في الندوة مدير المركز الكاثوليكي للدراسات والإعلام الأب رفعت بدر، والزميلة الإعلامية في التلفزيون الأردني نسرين أبو صالحة، والأكاديمية المتخصصة في علم الأديان ريم الناصر، والزميلة الصحفية في الجوردن تايمز رولى سماعين، وممثلة عمادة شؤون الطلبة في الجامعة الدكتورة حنان مدانات.
وقال الأب بدر إن "إتساع رقعة الإرهاب في العالم أمر يثير القلق، وذلك يجب أن لا يدفعنا لليأس، نظرا لوجود قوى فكرية تعمل على تأسيس مرحلة جديدة من خلال حديثها وعملها الذي يصب في ترسيخ قيم الخير والجمال والطيبة".
ودعا بدر إلى ضرورة التأكيد على مصطلحات مثل: التعاضد، والتعاون، والتميز، وحب العمل، والمبادرة من أجل بناء مجتمع إنساني، وتدعيم أصوات الاعتدال.
وأشار إلى خطاب جلالة الملك عبدالله الثاني بن الحسين الذي وجهه للأسرة الأردنية، محذرا أن يكون أبناؤهم وبناتهم وقودا للأطماع والظلام والأجندات التي لا تمثل إنسانيتهم، وأن يتصدوا بعقولهم المستنيرة ووعيهم الرافض لتلك الأطماع.
وأكد أن الأسرة الأردنية هي صمّام الأمان، وخط الدفاع الأول لهذا الوطن الذي يلتف حوله مسلمون ومسيحيون، ومواطنون من شتى المنابت والأصول.
وشدد أن الخطاب الملكي للأسرة الأردنية، و في البرلمان الأوروبي في ستارسبورغ يمثلان "قاموسا جديدا "من المصطلحات الفكرية النيّرة التي نعتمد عليها في مواجهة قوى التطرف والتعصب والانغلاق وصولا إلى المساواة بين البشر، واتباع الخطاب الراقي والمنفتح على هموم الإنسانية.
من جانبها أكدت أبو صالحة على أهمية البحث عن الجوامع المشتركة التي توحد الإنسان، لافتة إلى أن الاختلاف ظاهرة طبيعية، ولا تؤدي إلى الإصطدام مع الآخر بل التكامل من أجل خير المجتمع برمته.
ودعت أبو صالحة إلى تغيير المصطلحات التي لا تعبّر عن حقيقة المودة والعلاقات الطيبة بين اتباع الديانات وبالأخص كلمات الأقلية والتعايش والتسامح، داعية إلى استبدالها بالمواطنة والعيش المشترك والتعاون بين مكوّنات المجتمع الواحد.
وأكدت الدكتورة الناصر على حاجة الإنسان إلى الدين، فالله تعالى خلق الإنسان وميزه عن سائر المخلوقات بنعمة العقل، وأن جميع الأديان تجمّع ولا تفرّق، مشددة أن المسلمين والمسيحيين في الأردن يعملون معاً من أجل رفعته بلدهم وتقدمه، فالمشترك واحد وهو تراب هذا الوطن.
من جانبها قالت الصحفية السماعين إن الأردن من أوائل الدول التي بادرت وأرست دعائم الحوار بين الأديان الهادف إلى صنع السلام والعدالة بين الجميع، داعية إلى أهمية ترسيخ مفاهيم الحوار داخلياً، في القلوب والبيوت، قبل الانطلاق نحو العالم.
وأشارت إلى أهمية انتقال مثل هذه المواضيع التي يناقشها المتخصصون داخل الصالات الفارهة المغلقة إلى المجتمع بجميع أطيافه، معلنة أنّها ستطلق عن قريب كتابا يؤرخ للمبادرات الحوارية التي انطلقت من الأردن، وكذلك على مقابلات مع أشخاص معنيين بالحوار محليا وعالميا.
وشارك في الندوة طلاب وطالبات الجامعة الأمريكية في مادبا والتي تملكها البطريركية اللاتينية من خلال العديد من المداخلات، عبروا خلالها عن وجهات نظرهم وتساؤلاتهم.
ودعوا إلى تعميق المعرفة المتبادلة بين أطياف المجتمع الواحد، لأنّ الجهل بنظرهم، بالإضافة إلى البطالة والفقر، هي الأمور التي تنتج خطابات الكراهية والتقليل من احترام الآخر ومحبته، واجمعوا على ان الأديان وجدت لخدمة السلام والطمأنينة بين البشر.