على العرب أن يواجهوا!

تم نشره الخميس 26 آذار / مارس 2015 03:07 صباحاً
على العرب أن يواجهوا!
طارق مصاروة

تلعب الأمم المتحدة عبر مبعوثيها في اليمن وليبيا دوراً سيئاً يتلخص في مدّ زمن الأزمة، وتأجيلها وجعلها أكثر تعقيداً. وها قد وصلنا في اليمن إلى تحشيد القوى المسلحة اليمنية للصِدام على حدود اليمن الشمالي واليمن الجنوبي. وتتحرك قوات ثقيلة سعودية إلى المناطق الحدودية الجنوبية الغربية والتي تمتد إلى أكثر من 1700 كيلو متر بين البلدين .
هل تنفجر بين السعودية والحوثيين وعلي صالح؟ وبمعنى آخر هل تصل الأمور إلى الصِدام العسكري بين عرب الخليج وإيران في اليمن؟!. وهل تنفجر بين مصر والمجموعات الإسلامية المتطرفة في ليبيا؟!.
بعد سوريا والعراق، ونحن ما زلنا نتحدث عن فشل الأمم المتحدة، وفشل مبعوثيها، بعد سوريا والعراق صرنا نتوقع نسخاً عنهما في ليبيا واليمن والمشكل، في كل الأحوال، هو مشكل العجز الدولي المقصود عن وقف التذابح، والعجز العربي عن أخذ دوره أيّاً كان هذا الدور سلمياً أو حرباً، سياسة أو استعمال القوة.
نحن لا نأخذ عنطزات الإيرانيين على محمل الجد، فهم الآن يقفون أمام تكريت عاجزين منذ أكثر من شهر بجنرالاتهم وحشودهم الشعبية، وإيران وجماعتها في العراق يضغطون على حكومة العبادي للطلب الرسمي من أميركا والحلفاء لمساندتهم جواً في تكريت. ثم في الوقت ذاته يتغطرسون بقولهم: نحن لا نحتاج إلى الحلفاء.. اعطونا 72 ساعة وتسقط تكريت.. وقد مضى شهر كامل ولا شيء يحدث .
إيران تتدخل وتعلن تدخلها بطريقة فجّة مليئة بالاحتقار للساسة العراقيين والسوريين، وآخر التبجحات كانت: لولا إيران لسقطت بغداد ودمشق في يد داعش .
الآن يكرّر العرب وأجهزة إعلامهم أن إيران ستمسك بباب المندب، إلى جانب إمساكها بمضيق هرمز. إذا استمر الحوثي وعلي صالح في مسيرتهم لعدن. والحقيقة أن الرئيس اليمني المؤيد من الأمم المتحدة ودول الخليج والعرب والعالم لم يثبت حتى الآن أنه القيادي الذي يحفظ أمن ووحدة بلده، ونفي وما يزال مغرماً بالتفاوض والحوارات والاتفاقات التي يعقدها مع الحوثي وتنهار بعد توقيعها .
وإيران قد تصل عبر الحوثي إلى باب المندب، لكن ما الذي تستطيع فعله هناك؟. وهل حماها مضيق هرمز من العقوبات الأميركية والدولية التي حوّلتها إلى بلدٍ جائع مدمر اقتصادياً؟.
والكلام كثير، وخوف العرب من عنطزة الإيرانيين لن ينجيهم إذا لم يواجهوا في العراق وفي سوريا قبل اليمن وليبيا ولبنان. لقد تحمّل صدام حسين عبء التصدي للهجمة الإيرانية، واستطاع بعد ثماني سنوات تجريع الخميني سم قبول قرار مجلس الأمن. وقد قدمت أميركا وحلفاءها العراق على صحن من ذهب لإيران بعدوانها الهمجي.. وها هي العراق، وبعدها سوريا وبعدها لبنان تعاني من العربدة المتعصبة المسنودة بالعمى السياسي الأميركي. فأميركا تهزم العرب وتحتل النفط العربي بالتهديد الإيراني.
على العرب أن يواجهوا مرّة واحدة ليجدوا أن إيران هي نمر من ورق.. فهي تحارب العرب بالعرب، وتحارب العرب بأميركا!.

(الرأي 2015-03-26)



مواضيع ساخنة اخرى
الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية
" الصحة " :  97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم " الصحة " : 97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم
الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع
3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار 3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار
الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن
العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا
" الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار " الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار
العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا
الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي
بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان
عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي
إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن
تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام
ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي
الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة
الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات