محفوظ عبدالرحمن: الكاتب محكوم للراهن السياسي
المدينة نيوز :- قال الاديب والكاتب العربي الكبير محفوظ عبدالرحمن، إن الكاتب محكوم للراهن السياسي العربي، موضحا أن الصعوبات التي يواجهها اي كاتب تتمثل بتأثير التلون السياسي الواضح خصوصا ما ساد في فترة الستينيات والسبعينيات من القرن الماضي.
واضاف في ندوة حوارية نظمها منتدى النقد الدرامي بالتعاون مع المركز الثقافي الملكي مساء أمس، ان الاصطفافات واتهام البعض لغيرهم بانهم من لون سياسي مغاير للسلطات يستتبع إقصاءهم عن تقديم إبداعاتهم. وتحدث عبدالرحمن عن تجربته الابداعية والصعوبات التي واجهها في كثير من الاوقات في بداياته الأولى حيث اغلقت في وجهه كل الابواب لاسيما تصنيف البعض له بانه يساري او يميني او وجودي بحسب مقتضيات الحالة السياسية آنذاك.
وأشار في الندوة التي حضرها مدير عام المركز الثقافي الملكي محمد ابو سماقة والمخرجان محمد عزيزية وعباس ارناؤوط والكاتب محمود الزيود وعدد من المبدعين والاعلاميين والمهتمين بالشأن الثقافي والابداعي وخصوصا الدراما، إلى انه كتب للاذاعة والتلفزيون والمسرح إلا انه يجد نفسه في الكتابة الاذاعية أكثر ودليل ذلك انه ما زال يمارس الكتابة للاذاعة الى يومنا هذا، معتبرا أن مسرحية "حفلة على الخازوق" شكلت مفصلا مهما في كتابته للمسرح.
ولفت الى ان النقلة النوعية التي شكلت منعطفا مهما في حياته الابداعية والكتابة للدراما تمثلت بلقائه بالمخرج الاردني المغترب عباس ارناؤوط عام 1974 إذ انه من خلال جلسة مشتركة معه تم إنجاز مسلسل "سليمان الحلبي" الذي لاقى نجاحا واسعا وصدى إيجابيا لدى الجمهور والنقاد، لافتا إلى انه منذ ذلك الوقت بدأ تصنيفه ككاتب سيناريو وبرز اسمه في الساحة الفنية الدرامية.
وكان رئيس المنتدى باسم دلقموني استهل الندوة في كلمة القاها ولفت فيها إلى ان مبدعي الامة دوما هم من يمثل الخندق الاخير لها وهم من يتصدون لاعادة نهوضها من جديد.
واشار دلقموني إلى ان هذه الفعالية التي تقام بالتعاون مع المركز الثقافي الملكي هي باكورة فعالياته لعام 2015 معتبرا ان نصوص الكاتب محفوظ "نجمات مضيئة تحلق في فضائنا الابداعي العربي".
وقال عضو الهيئة الادارية للمنتدى الاعلامي والناقد صالح اسعد الذي أدار الندوة، "رغم أن الكاتب محفوظ عبدالرحمن قد بدأ حياته الأدبية قاصا ًوناقد أدبيا ًإلا أنه سرعان ما وجد ضالته في الكتابة للإذاعة والتلفزيون والسينما والمسرح، لذلك تخلى عن كتابة القصة القصيرة والنقد الأدبي لينقطع تماما ًلكتابة الدراما التاريخية والنصوص المسرحية التي لاقت صدى طيباً، ليس في مصر وحدها وإنما في مختلف البلدان العربية، ومن أبرز أعماله الدراميةالتي لم تغادر ذاكرتنا حتى الآن مسلسل (سليمان الحلبي) و(ليلة سقوط غرناطة) و(بوابة الحلواني) و(مسلسل أم كلثوم) الذي اقتحم المنازل العربية في كل مكان تقريباً".
ولفت اسعد إلى أن أغلب الأفلام التي كتب سيناريوهاتها الكاتب عبدالرحمن جاءت نتيجة ضغط وإلحاح شديدين من أصدقائه وهذه الأفلام هي (القادسية) و( ناصر 56) و(العندليب) واخيرا (اهل الهوى) مشيرا إلآ انه يعتقد أن علاقته بالسينما ضعيفة وربما يظل مسهماً فيها جرّاء ضغط الأصدقاء، في حين أنه أولى الكتابة للإذاعة عناية خاصة، لكن نظرة الناس إلى الإذاعة قد تدنت بفعل مداهمة الوسائل السمعية والبصرية الجديدة التي اقتحمت كل شيء.
وأشار إلى أن محفوظ عبدالرحمن عمل في الصحافة لعدة سنوات وأصبح سكرتير تحرير لمجلة (السينما) ومجلة (الفنون) ومجلة ( المسرح والسينما )، مثلما شارك في العديد من لجان التحكيم في المسابقات الأدبية والفنية والمهرجانات السينمائية ونال العديد من الأوسمة والجوائز والتقديرات.
وفي الندوة دار حوار بين الكاتب والحضور حول الكتابة بشكل عام والكتابة للدراما بمختلف أشكالها وتأثيرها على المتلقي العربي ودورها في صياغة الذائقة الفنية لديه بالاضافة الى تأثيرها على حالة الوعي العام لدى الجمهور.