المفاوضات غير المباشرة والتعنت الاسرائيلي
![المفاوضات غير المباشرة والتعنت الاسرائيلي المفاوضات غير المباشرة والتعنت الاسرائيلي](https://s3-eu-west-1.amazonaws.com/static.jbcgroup.com/amd/pictures/36589.jpg)
المدينة نيوز - عقب القرار الصادر عن مؤتمر اتحاد البرلمانيين العرب بالموافقة على اجراء مفاوضات غير مباشرة بين الفلسطينيين (السلطة الفلسطينية في الضفة الغربية المحتلة) وبين حكومة نتنياهو اليمينية العنصرية المتطرفة لفترة اربعة اشهر تحركت الدبلوماسية الأمريكية بارسال ما يسمى بالمبعوث الاميركي الخاص الى الشرق الأوسط جورج ميتشل،الذي وصل الى الأراضي المحتلة والتقى الجانب الاسرائيلي وبحث مع نتنياهو وحكومته مباحثات حول ما يسمى بالمفاوضات غير المباشرة وانتقل الى رام الله حيث التقى الرئيس الفلسطيني محمود عباس واركان سلطته ،وفي نهاية جولة ميتشل في) اسرائيل) والأراضي الفلسطينية، اعلن ان الجانبين وافقا على بدء مفاوضات غير مباشرة بوساطة أميركية0 اغلان ميتشل اثناء لقائه محمود عباس عن بدء المفاوضات يعني كسر الجمود وتحريك عملية السلام بين الفلسطينيين والاسرائيليين بعد مرور اربعة عشر شهرا من توقف عملية السلام في ظل ادارة الرئيس الأمريكي باراك اوباما في ما يتعلق بالصراع العربي – الاسرائيلي. وبينما كان نائب الرئيس الاميركي جو بايدن، الذي وصل الى اسرائيل ألاثنين الماضي ، يمني النفس باعلان موعد بدء المفاوضات غير المباشرة، أثار اعطاء الحكومة الاسرائيلية الضوء الأخضر لبناء 112 وحدة سكنية في مستوطنة بيتار عيليت بالضفة الغربية غضب الفلسطينيين، فامتنعوا عن تعيين موعد محدد لبدء المفاوضات، وسيظل هذا الأمر منوطاً بعودة ميتشل الى المنطقة الأسبوع المقبل.
وفيما كان ميتشل ينهي محادثات له مع الرئيس الفلسطيني محمود عباس في رام الله ويستعد لمغادرة الشرق الأوسط، صدر في واشنطن بيان للمبعوث الاميركي جاء فيه: "يسعدني ان القيادتين الاسرائيلية والفلسطينية وافقتا على المفاوضات غير المباشرة... بدأنا البحث في بنية هذه المفاوضات ومداها، وسأعود الى المنطقة الأسبوع المقبل لمواصلة محادثاتنا. ومثلما قلنا مراراً نأمل في ان تؤدي هذه الاشياء الى مفاوضات مباشرة في أقرب وقت ممكن". وأضاف: "اننا نشجع مجدداً الأطراف وجميع المعنيين على الامتناع عن أي تصريحات أو أفعال من شأنها اشعال التوتر أو التأثير على نتيجة هذه المحادثات".
حسب الفلسطينييون الغاضبون من اعلان وزير البيئة لاسرائيلي جلعاد اردان ان الحكومة الاسرائيلية اعطت الضوء الأخضر لبناء 112 وحدة سكنية في مستوطنة بيتار عيليت 0 مما جعل رئيس دائرة المفاوضات في منظمة التحرير الفلسطينية صائب عريقاتان يصرح وعقب انتهاء لقاء جورج ميتشل ومحمود عباس بأن التوسع في المستوطنات كان البند الأول في الاجتماع بين الرئيس الفلسطيني والمبعوث الاميركي، وانه من السابق لأوانه القول على وجه التحديد متى تبدأ المحادثات غير المباشرة
.
وأوضح ان "الرئيس محمود عباس قال إنه اذا كانت كل جولة ستشمل اعلاناً في شأن مستوطنات وخطوات آحادية الجانب، فان هذا يضع علامة استفهام امام كل الجهود التي نبذلها".
وأكد عريقات ان "جلسات التفاوض لم تبدأ حتى الآن، لأننا في انتظار عودة ميتشل من أجل التفاهم على آلية التفاوض". وان ميتشل اعرب عن سعادته بالموافقة على بدء المفاوضات غير المباشرة"، و انه سيعود في السادس عشر من الشهر الجاري من اجل استكمال البحث في تركيبة المفاوضات وكيفية وآلية التفاوض غير المباشر".
وينوي الفلسطينييون أن يعرضوا على ميتشل عند عودته في السادس عشر من الشهر الجاري خريطة التسوية مع اسرائيل، وبموجبها يتم ضم 1,9 في المئة من أراضي الضفة الى (اسرائيل) مقابل مساحة مساوية تنقلها اسرائيل الى الدولة الفلسطينية المستقبلية،
وان المحادثات المقبلة يفترض أن تركز على مسألة الحدود والترتيبات الامنية، وتؤكد التصريحات الفلسطينية التي تناولتها صحف فلسطينية واسرائيلية ان القيادة الفلسطينية في رام الله تصر يصرون على مطلبهم الحصول على ارض "بحجم مماثل" لأراضي 1967 على أساس تبادل الاراضي.والغريب في الأمر ان نتنياهو اظهر تفاؤله في اجراء محادثات التقريب بعد لقائه الثاني مع جورج ميتشل قال: "اعتقد اننا سننجح في احراز تقدم في العملية الديبلوماسية... إلا أن العملية الديبلوماسية ليست لعبة، انها حقيقة، متجذرة أولا وقبل كل شيء في أمن (اسرائيل)". ورحب بالبداية الجديدة للمفاوضات، قائلا: "آمل في أن تؤدي محادثات التقريب سريعا الى محادثات مباشرة تعزز السلام".في الوقت الذي لم يمضي على تصريح نتنياهو ومغادرة ميتشل للمنطقة وتصريحات الفلسطينين المتفائلة باجراء مباحثات مجدية فد تنتقل بالمفاوضات غير المباشر الى مفاوضات مباشرة قريبا ، وقبل ان يهدأ الغضب الفلسطيني على اعلان وزير البيئة الاسرائيلي عن السماح ببناء( 112) مسكنا جديدا في مستوطنة(بيتار عيليت ) اعلنت اسرائيل عن عزمها بناء 1600 وحدة سكنية جديدة في اراض بالضفة الغربية مما اثار الحليف الأمريكي الذي اعرب عنه بايدن الذي يزور الكيان الاسرائيلي في خطوة ترمي الى اظهار جدية الادارة الاميركية في تحريك عملية السلام ،ويعتبر بايدن أرفع مسؤول اميركي يزور (اسرائيل) منذ تولي الرئيس باراك أوباما مقاليد السلطة في 20 كانون الثاني2009ممنتقدا اعلان (اسرائيل) بناء 1600 وحده سكنية جديدة بانه سيعرقل عملية المفاوضات غير المباشرة بين الاسرائيليين والفلسطينيين وبالتالي عرقلة عملية السلام برمتها في الوقت الراهن 0
السؤال الذي يطرح نفسه بالحاح هنا على القيادة الفلسطينية في رام الله (ماهو الرد السليم على تعنت وصلف حكومة نتنياهو اليمينية العنصرية الاستيطانية المتطرفة في حالة اصرارها على بناء المزيد من الوحدات الكنية التوسعية والمستعمرات الاستيطانية التي تقضم اراضي الضفة الغربية قطعة قطعة ؟