ديمقراطية شيخة خاوا..!!

لا يمكن تفسير ما جرى في انتخابات نقابة المهندسين الزراعيين الا ببروز ظاهرة عبثية تفاقمت نتيجة تغول أشخاص لا يعرفون في العمل النقابي إلا خلفياتهم المريضة.
هم محصورين بين عقلية العنجهية والمشيخة والتبعية والانغلاق ولا يفرقون بين حق المعرفة وحق التصويت ، ويظنون أن نظرية «الخاوا» لا زالت سائدة وتستطيع أن تمنحهم مشيخة سقطت عنهم بالتقادم.
لا يمكن تصور النقابات المهنية التي تعمل بشفافية عالية بدون صندوق اقتراع مليء بالأمنيات ومليء بالطموحات وبالأفكار ووجهات النظر المختلفة والمتصارعة ضمن تنافس شريف لا يعرفه محبو الشيخة .
الراغبون في الوجاهة والتقدم إلى الوراء هم من حاول تخريب فرز انتخابات شفافة كانتخابات الزراعيين من خلال الفوضى والمشاكل.
الكثير من النقابيين يؤكدون أن أذرع الدولة تتدخل بكل صغيرة وكبيرة في الأردن، وسعت وما زالت تسعى للتدخل في الانتخابات النقابية، ولكن مدى تأثيرها يبقى محدودا، نظرا أن القطاع النقابي يمتلك من الإرادة الواعية التي تجعله في استقلال تام وخارج التأثير الحكومي.
النقابات المهنية وهي عبارة عن تجمع من لأشخاص وأعضاء من مختلف الأحزاب والقوى السياسية، والأطياف الشعبية ذات الآراء المختلفة، ولكنهم يلتقون من خلال مهنة واحدة تدفعهم لاختيار المناسب والذي يستطيع تمثيلهم مهنيا وسياسية وتحقيق مصالحهم.ومحاولة اختراق هذا المفهوم ستعني انهيار ما تبقى من منظومة القيم .
وإذا ما أجرينا مقارنة بين الانتخابات النقابية والانتخابات النيابية او البلدية فان النقابات ستفوز بمرتبة شرف بالرغم من الطبيعة المتغيرة للعمليتين اللتان تجريان وفق أسس مختلفة.
وذا كان معيار النزاهة حاضرا فان الانتخابات النقابية ستفوز بجدارة على الانتخابات النيابية، رغم المحاولات المتكررة التي سعت من خلالها الحكومة للتدخل والتأثير على مجريات الانتخابات النقابية.
أما الانتخابات النيابية فان النزاهة وبحسب أراء العشرات من المراقبين تم تغيبها حتى تحولت العملية برمتها الحالة من المماحكة تطورت إلى حد التشكيك بالأسس الديمقراطية التي تدعيها الحكومات المتعاقبة.
الانتخابات النقابية هي الأقرب إلى نبض الشارع نتيجة الشفافية التي تجري فيها العملية حيث لجنة منتخبة من الهيئة العامة عليها.
المحاولات المحدودة التي جرى التأثير في انتخابات النقابات المهنية كانت خارج أسوار المجمع عن طريق الاتصالات الهاتفية وتهديدات المباشرة وغير المباشرة ،ولكن هذا كله لم يجد تأثير حقيقي على نتيجة الانتخابات التي عادة ما تتم يرضي معظم الأطراف الخاسر قبل الرابح.
ويجمع نقابيون ومراقبون للشأن النقابي أن صناديق الاقتراع في الانتخابات النقابية ما زالت في منأى عن التزوير او التلاعب، وبالتالي فان الشفافية التي تعيشها النقابات المهنية تجعلها في مكان متقدم من الاحترام والتقدير .
(السبيل 2015-03-29)