اما انا وقد امتلات بكل اسباب الرحيل فلست لي انا لست لي
![اما انا وقد امتلات بكل اسباب الرحيل فلست لي انا لست لي اما انا وقد امتلات بكل اسباب الرحيل فلست لي انا لست لي](https://s3-eu-west-1.amazonaws.com/static.jbcgroup.com/amd/pictures/36614.jpg)
المدينة نيوز- هذه الكلمات افردها الراحل الكبير محمود درويش في جداريته التي اوجز العالم من خلالها.ليكون للرحيل وقع خاص ونكهة فيها شيء من الغرابة.. تلك الغرابة التي طوعت الصمت ليكون سفير حالنا وتعبيرنا الوحيد تجاه ما نواجه ونجابه في هذه الايام.
الرحيل وكم هي كثر تلك الاسباب التي تدعونا للرحيل والرغبة باجتياز الوقت والمكان بكل التفاصيل المحيطة.
هذا الوقت المسكون بخيبات الامل ولكن الرحيل الى اين؟ والعالم كله اصبح تركيبة واحدة وشاشة واسعة نستعرض فيها مجموعة من الصور السوداء والسوداء فقط. ولا امل في انكسار اللون ولا حتى ليكون رمادي كنوع من التمويه لا اكثر.
فهذا الزمن زمن حروب لا زمن تامل او انتظار، هذه الحروب التي طالت فينا النفس والروح معا ولم تعطنا فرصة حتى في اختيار الوقت لوداع من احبونا ومن احببنا.والواقع المرير خير دال على علل واختلال الحال الذي لم يعد حتى لابيات قصيدة امل وفرصة ان تنظمه.
ومع كل هذا الوجع والاحباط الذي اجتث من عيوننا النورتبقى القضية الاهم التي تودع في النفس غصة حالة الهذيان الكبيرالمرافق لتلك القرارات التي اوصلت مخالب الحرب لتجتث حتى لقمة العيش التي اصبحت كفاف يوم لا اكثر لمواطن لم يعد يملك من الدنيا سوى حروف اسمه.فمع هذه المعادلة الصعبة لتي تقوم على تدنى الرواتب وغلاء المعيشة تتفاقم الاعداد التي يتم فصلها او الاستغناء عنها خلال الاشهر الماضية والمستمرة لهذه اللحظة من قبل مؤسسات حكومية وخاصة لتتجاوز المعقول والمحتمل, وكلها طبعت وصدر فيه القرار موقع ومختوم ولا ينقصه سوى توقيع الموظف البسيط دون الحق بالنظر او المراجعة والسؤال عن الاسباب، الاسباب التي ادرجت تحت ذريعة الازمة الاقتصادية العالمية وتردي الاوضاع المالية في البلد.
ولكن اذا كانت الاوضاع الاقتصادية هي السبب, الا يحق لنا السؤال عن الملايين التي اختلست ولا تزال تختلس من قبل بعض المتنفذين ليقع فيها الصغار كما يقولون دون ذنب. انا اعلم بان هذا الكلام يعتبر مواجهة تستثير غبار الأسئلة الحارقة التي لا محالة بانها داخل كل مواطن شريف في هذه البلد التي لطالما كانت لنا املا وملاذا نستكين فيه ويسكن فينا ولكننا نستحق الاجابة ولو بعد حين...0